responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 656

يتوجه اعتراضكم علينا و نحن نموت و تنقضي الدنيا و يبقى لنا فضلة عنده تعالى من ضيافتنا فاستحسن ذلك منه المعترض فانظر في هذا النفس إن كنت منهم

(وصل في فصل استيعاب الأيام السبعة بالصيام)

[العبد الصالح يتجمل بكل يوم عند ربه]

لما ورد في الخبر الذي خرجه الترمذي عن عائشة قالت كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يصوم من الشهر السبت و الأحد و الإثنين و من الشهر الآخر الثلاثاء و الأربعاء و الخميس علمنا أنه صلى اللّٰه عليه و سلم أراد أن يتلبس بعبادة الصوم في كل يوم من أيام الجمعة إما امتنانا منه على ذلك اليوم فإن الأيام تفتخر بعضها على بعض بما يوقع العبد المعتبر فيها من الأعمال المقربة إلى اللّٰه من حيث إنها ظرف له فيريد العبد الصالح أن يجعل لكل يوم من أيام الجمعة و أيام الشهر و أيام السنة جميع ما يقدر عليه من أفعال البر حتى يحمده كل يوم و يتجمل به عند اللّٰه و يشهد له فإذا لم يقدر في اليوم الواحد أن يجمع جميع الخيرات فيفعل فيه ما يقدر عليه فإذا عاد عليه من الجمعة الأخرى عمل فيه ما فاته فيه في الجمعة الأولى حتى يستوفي فيه جميع الخيرات التي يقدر عليها و هكذا في أيام الشهر و أيام السنة

[أيام الشهور و ساعات اليوم في منازل الفلك الأقصى]

و اعلم أن الشهور تتفاضل أيامها بحسب ما ينسب إليه كما تتفاضل ساعات النهار و الليل بحسب ما ينسب إليه فيأخذ الليل من النهار من ساعته و يأخذ النهار من الليل و التوقيت من حيث حركة اليوم الذي يعم الليل و النهار كذلك أيام الشهور تتعين بقطع الدراري في منازل الفلك الأقصى لا في الكواكب الثابتة التي تسمى في العرف منازل و للقمر أيام معلومة في قطع الفلك و للكاتب أيام أخر و للزهرة كذلك و للشمس كذلك و للأحمر كذلك و للمشتري كذلك و للمقاتل كذلك فينبغي للعبد أن يراعي هذا كله في أعماله فإنه ما له من العمر بحيث أن يفي بذلك فإن أكبر هذه الشهور لا يكون أكبر من نحو ثلاثين سنة لا غير

[شهور الكواكب الثابتة في فلك البروج]

و أما شهور الكواكب الثابتة في قطعها في فلك البروج فلا يحتاج إليه لأن الأعمار تقصر عن ذلك لكن لها حكم في أهل جهنم كما أنه لحركات الدراري حكم على من هو فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّٰارِ و هم المنافقون خاصة و الباطنية ما لهم في الدرك الأسفل منزل و إن منزلهم الأعلى من جهنم و الكفار لهم في كل موضع من جهنم منزل و أما أهل الجنان فالدائر عليهم فلك البروج و لا يقطع في شيء فلا تنتهي حركته بالرصد لأن الرصد لا يأخذه و هو متماثل الأجزاء فلهذا كانت السعادة لا نهاية لها فظهر بها الخلود الدائم في النعيم المقيم إلى ما لا يتناهى و النار ما حكمها حكم أهل النعيم فإن الدائر عليهم فلك المنازل و الدراري و هذه الأفلاك تقطع في فلك متناهى المساحة فلهذا يرجى لهم أن لا يتسرمد عليهم العذاب مع كون النار دار ألم و العذاب حكم زائد على كونها دارا فإنا نعلم أن خزنتها في نعيم دائم ما هم فيها بمعذبين مع كونهم مٰا هُمْ مِنْهٰا بِمُخْرَجِينَ لأنهم لها خلقوا و هي دائمة و الساكن فيها دائم لكونه مخلوقا لها

[اللّٰه هو الخير المحض الذي لا شرفيه و الوجود الذي لا عدم يقابله]

فتحقق ما ختمنا به هذا الصوم من سبق الرحمة و غلبتها صفة الغضب و اللّٰه أجل و أعلى أن لا يكون له في كل منزل تجل و هو تعالى الخير المحض الذي لا شر فيه و الوجود الذي لا عدم يقابله و الوجود رحمة مطلقة في الكون و العذاب شيء يعرض لأمور تطرأ و تعرض فهو عرض لعارض و العوارض لا تتصف بالدوام و لو اتصفت ما كانت عوارض و ما هو عارض قد لا يعرض فلهذا يضعف القول بتسرمد العذاب فإن الرحمة شملت آدم بجملته و كان حاملا لكل بنية بالقوة فعمت الرحمة الجميع إذ لا تحجير و لا كان يستحق أن يسمى آدم مرحوما و فيه من لا يقبل الرحمة و الحق يقول فَتٰابَ عَلَيْهِ وَ هَدىٰ أي رجع عليه بالرحمة و بين له أنه رجع عليه بها فعمته و لله الحمد و اللّٰه عند حسن ظن عبده به

(وصل في فصل قيام رمضان)

[الاسم الإلهي الحاكم في شهر رمضان]

ليس لاسم إلهي حكم في شهر رمضان إلا الاسم الإلهي رمضان و فاطر السموات و الأرض في كل عبد سواء كان ممن يجب عليه صوم رمضان أم لا يجب عليه إلا عدة من أيام آخر و ذلك في كل فعل عبادة يقام فيها العبد فمن جملة أفعال البر فيه قيام ليلة لمناجاة رمضان تبارك و تعالى تارة على الكشف إذا كان مواصلا و تارة من خلف حجاب الاسم الفاطر فإن الأسماء الإلهية يحجب بعضها بعضا و إن كان لكل واحد من الحاجب و المحجوب سلطنة الوقت فإن بعضها أولى بالحجابة من بعض و ذلك سار في جميع أحوال الخلق

[قيام رمضان عبارة عن الصلاة في ليله]

ذكر أبو أحمد ابن عدي الجرجاني من حديث عمرو بن أبي عمرو عن

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 656
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست