responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 643

في أخذه النور من الشمس من الاسم الظاهر للخلق فإن له أيضا كمالا آخر في الوجه الآخر منه من الاسم الباطن ليلة السرار و هو مجلى في تلك الليلة من غير إمداد يرجع إلى الخلق بل هو في السرار بما يخصه من حيث ذاته خالص له و هو الذي أشرنا إليه في صوم سرر الشهر المأمور به شرعا و قد تقدم فاجعل بالك لما فتحناه إلى عين فهمك عناية من اللّٰه بك من حيث لا تشعر و لا يحجبنك عن هذا العلم الغريب الذي بيناه لك الرؤيا الشيطانية التي رؤيت في حق أبي حامد الغزالي فحكاها علماء الرسوم و ذهلوا عن أمر اللّٰه تعالى سبحانه لنبيه في قوله وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً لم يقل عملا و لا حالا و لا شيئا سوى العلم أ تراه أمره بأن يطلب الحجاب عن اللّٰه و البعد منه و الصفة الناقصة عن درجة الكمال أ تراه في قوله ضرب بيده يعني ضربة الحق إياه فعلمت في تلك الضربة علم الأولين و الآخرين لا شيء لم يذكر العمل و لا الحال فحكى أصحاب الرسوم عن شخص سموه و هو أنه رأى أبا حامد الغزالي في النوم فقال له أو سأله عن حاله فقال له لو لا هذا العلم الغريب لكنا على خير كثير فتأولها علماء الرسوم على ما كان عليه أبو حامد من علم هذا الطريق و قصد إبليس بهذا التأويل الذي زين لهم أن يعرضوا عن هذا العلم فيحرموا هذه الدرجات هذا إذا لم يكن لإبليس مدخل في الرؤيا و كانت الرؤيا يا ملكية و إذا كانت الرؤيا من اللّٰه و الرائي في غير موطن الحس و المرئي ميت فهو عند الحق لا في موطن الحس

[علم أسرار العبادات و الأخرويات و علم الأحكام و الدنويات]

و العلم الذي كان يحرض عليه أبو حامد و أمثاله في أسرار العبادات و غيرها ما هو غريب عن ذلك الموطن الذي الإنسان فيه بعد الموت بل تلك حضرته و ذلك محله فلم يبق العلم الغريب على ذلك الموطن إلا العلم الذي كان يشتغل به في الدنيا من علم الطلاق و النكاح و المبايعات و المزارعة و علوم الأحكام التي تتعلق بالدنيا ليس لها إلى الآخرة تعلق البتة لأنه بالموت يفارقها فهذه العلوم الغريبة عن موطن الآخرة و كالهندسة و الهيئة و أمثال هذه العلوم التي لا منفعة لها إلا في الدار الدنيا و إن كان له الأجر فيها من حيث قصده و نيته فالخير الذي يرجع إليه من ذلك قصده و نيته لا عين العلم فإن العلم يتبع معلومه و معلومه هذا كان حكمه في الدنيا لا في الآخرة فكأنه يقول له في رؤياه لو اشتغلنا زمان شغلنا بهذا العلم الغريب عن هذا الموطن بالعلم الذي يليق به و يطلبه هذا الموضع لكنا على خير كثير ففاتنا من خير هذا الموطن على قدر اشتغالنا بالعلم الذي كان تعلقه بالدار الدنيا فهذا تأويل رؤيا هذا الرائي لا ما ذكروه و لو عقلوا لتفطنوا في قوله العلم الغريب فلو كان علمه بأسرار العبادة و ما يتعلق بالجناب الأخروي لما كان غريبا لأن ذلك موطنه و الغربة إنما هي لفراق الوطن فثبت ما ذكرناه فإياك إن تحجب عن طلب هذه العلوم الإلهية و الأخروية و خذ من علوم الشريعة على قدر ما تمس الحاجة إليه مما ينفرض عليك طلبه خاصة وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً على الدوام دنيا و آخرة

(وصل في فصل صيام الإثنين و الخميس)

[يوما الأسبوع اللذان تعرض فيهما الأعمال]

خرج النسائي عن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول اللّٰه إنك تصوم حتى تكاد لا تفطر و تفطر حتى تكاد لا تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك و إلا صمتهما قال أي يومين قلت يوم الإثنين و يوم الخميس قال ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين فأحب إن يعرض عملي و أنا صائم

[أيام الأسبوع الخمسة العددية]

فاعلم إن أسماء الأيام الخمسة جاءت بأسماء العدد أولها الأحد و آخرها الخميس و اختص السادس باسم العروبة و في الإسلام باسم الجمعة و السابع بيوم السبت فسميا بالحال لا باسم العدد كما أقسم بالخمسة الخنس الجواري و هي التي لها الإقبال و الإدبار و لم يجعل معهن في هذا القسم الشمس و القمر و إن كانا من الجواري و لكنهما ليسا من الخنس كذلك الجمعة و السبت و إن كانا من الأيام لم يجعل اسمهما من أسماء العدد

[يوم الإثنين لآدم و يوم الخميس لموسى]

فلنذكر هنا ما يختص بالاثنين و الخميس كما نذكر في صيام الجمعة و السبت و الأحد ما يختص بهن أيضا في موضعه من هذا الباب فيوم الإثنين لآدم صلوات اللّٰه عليه و يوم الخميس لموسى صلى اللّٰه عليه و سلم فجمع بين آدم و محمد صلى اللّٰه عليه و سلم الجمعية في الأسماء و جوامع الكلم فكما إن آدم علم الأسماء كلها كذلك محمد صلى اللّٰه عليه و سلم أوتي جوامع الكلم و الأسماء من الكلم فتلبس بيوم الإثنين الذي هو خاص بآدم لهذه المشاركة و

أما موسى فجمع بينه و بين محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و على جميع النبيين الرفق و هو الذي تطلبه الرحمة و كان النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أرسله اللّٰه رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ و كان

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 643
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست