responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 640

في حضرة لهذا التجلي فلا يعرف هذا المجلى ذوقا ذاتيا و الإنسان يشهده تعالى إذا كان من أهل العلم بالله الكامل في جميع ما يشهده فيه الملك كان الملك في أي مقام كان و مع هذا فلا يدل على إن الإنسان أعظم عند اللّٰه من الملك فالإنسان أكمل نشأة و الملك أكمل منزلة كذا قال لي رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في مشهد واقعة أبصرته صلى اللّٰه عليه و سلم فيه فسألته لكن الإنسان أجمع بالذوق من الملك لأجل جمعيته و بعض الناس يغلط في هذا المقام من أجل تشكل الروحاني في أي صورة شاء و ما علم إن التكحل في العينين ليس كالكحل فالإنسان الكامل لا الإنسان الحيواني أكمل نشأة للحقائق التي أنشئ عليها حقائق الأسماء الإلهية و حقائق العالم و هو الذي أنشأه اللّٰه على الصورة فهو بجمعيته حق كله فالحق مجلاه إذ كان له الكمال فيراه بكل عين و يشهده في كل صورة و لا يدل هذا على أنه أفضل عند اللّٰه فإن هذا كان لجمعيته فلا يقال في الشيء إنه أفضل من نفسه و إنما تقع الفضيلة بين الغيرين و لا غير فإن الملك جزء من الإنسان و الجزء من الكل و للكل من الجزء ما ليس للجزء من الكل و المثلان لا يتفاضلان فيما هما مثلان فيه فإن تفاضلا فما هما مثلان

[ممسوك الدار]

و لنا في ذلك من قصيدة في واقعة عجيبة و قد نوديت ممسوك الدار

مسكتك في داري لإظهار صورتي فسبحانكم مجلى و سبحان سبحانا
فما أبصرت عيناك مثلي كاملا و لا أبصرت عيني كمثلك إنسانا
فلم يبق في الإمكان أكمل منكمو نصبت على هذا من الشرع برهانا
فأي كمال كان لم يك غيركم على كل وجه كان ذلك ما كانا
طهرت إلى خلقي بصورة آدم و قررت هذا في الشرائع إيمانا
و سميته لما تجلى بصورتي إلى ناظري حقا و إن كان إنسانا
فقل فيه ما تهواه إن شئت أنه ليقبله عينا و إن كان أكوانا
فلو كان في الإمكان أكمل منكمو لكان وجود النقص في إذا كانا
لأنك مخصوص بصورة حضرتي و أكمل منها ما يكون فقد بأنا
فماثل وجودي فالتقابل حاصل فزن ذاتكم إني وضعتك ميزانا
تجد علم ما قد قلت فيك مسطرا و لا أحدا أوجدته منك ريانا
ظهرت لنا مجلى فعاينت صورتي و عاينت فيك الكون رمزا و تبيانا
و ساررتكم لما رأيت سراركم و أعلنت قولي إذ تجليت إحسانا
و ما أنت ذاتي لا و لا أنا ذاتكم فإن كنت لي عينا فلا تبده الآنا
فأخسرنا من كان يعلن سره و أربحنا من كان يخفيه كتمانا
فمن كان ذا كتم لسري و غيرة سيلقي غدا روحا لدي و ريحانا
إذا كنت لي عينا أكون لكم يدا و أظهركم بالحال سرا و إعلانا
و صيرت قلبي للتجلي منصة و مهدته حبا لخيلك ميدانا
و أملأته من كل شهم غشمشم لدعواك فرسانا تجول و ركبانا
و جئتك بالأسماء يقدم جمعها من أسمائه الحسنى خبيرا و محسانا
و أنزلتها تبغي الفناء بفنائكم و أرسلتها عينا معينا و طوفانا
وهبتك يا عبدي من أسماء ذاتكم ملابس أعياد ضروبا و ألوانا
فإن كنت لي بي كنت أنت و لا تقل أنا أنت بل كن في الخليقة رحمانا

[صيام غرر الشهر و زكاة العشر]

فتحقق أيدك اللّٰه ما أشرنا إليه في صيام ما ذكرناه من الثلاثة الأيام من كل شهر فهي في حقنا على حد ما ذكرناه و تقبل هذه الثلاثة الأيام في حق العامة زكاة ذلك الشهر و في مجموع السنة زكاة تلك السنة و هي ستة و ثلاثون يوما فهي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 640
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست