responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 618

و ليس له في إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ مدخل و لا في نون نفعل و ألف أفعل لكن له من هذه الأحرف الأربعة الزوائد حرف التاء المنقوط من أعلى بضمير المخاطب و قد تكون الياء المنقوطة من أسفل يفعل بضمير الهوية فاعلم ذلك و بالله التوفيق

(وصل في فصل من جامع متعمدا في رمضان)

أجمعوا أن عليه القضاء و الكفارة و قيل لا يجب عليه إلا القضاء فقط لأن الكفارة في ذلك لم تكن عزمة لقرائن الأحوال لأنه صلى اللّٰه عليه و سلم يأمره عند عدم العتق و الإطعام أن يصوم و لا بد إذ كان صحيحا و لو كان مريضا لقال له إذا وجدت الصحة فصم و قال قوم ليس عليه إلا الكفارة فقط ليس عليه قضاء و الذي أذهب إليه أنه لا قضاء عليه و استحب له أن يكفر إن قدر على ذلك و اللّٰه أعلم بحكمه في ذلك

(الاعتبار)

القدرتان تجتمعان على إيجاد ممكن من ممكن فيما ينسب من ذلك إلى العبد في الفعل عن كل من لا يصل عقله إلى معرفة ذلك إما بعتق رقبة من الرق مطلقا أو مقيدا فإن أعتقه من الرق مطلقا فهو أن يقيم نفسه في حال كون الحق عينه في قواه و جوارحه التي بها تميز عن غيره من الأنواع بالصورة و الحد و إذا كان في هذا الحال و كان هذا نعته كان سيدا و زالت عبوديته مطلقا لأن العبودية هنا راحت إذ لا يكون الشيء عبد نفسه فهو هو قال أبو يزيد في تحقق هذا المقام مشيرا تاليا إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدْنِي هذا أوحى اللّٰه به لموسى و هو خطاب يعم الخلق أجمعين

[العبد المقيد]

و أما إن كان العبد مقيدا فهو إن يعتق نفسه من رق الكون فيكون حرا عن الغير عبد اللّٰه فإن عبوديتنا لله يستحيل رفعها و عتقها لأنها صفة ذاتية له و استحال العتق منها في هذا الحال لا في الحال الأول و قد نبه على ذلك بقوله تعالى قل اللهم مالك الملك فسماه ملكا ليصح له اسم المالك و لم يقل مالك العالم و قال أيضا و هو من باب الإشارة و التحقيق قل أعوذ برب الناس ملك الناس فمن باب التحقيق لما سماهم الناس و لم يسمهم باسم يقتضي لهم أن يكونوا حقا أضافه نفسه إليهم باسم الملك و من باب الإشارة اسم فاعل من النسيان معرفا بالألف و اللام لأنه نسي أن الحق سمعه و بصره و جميع قواه في حال كونه كله نورا

[اللّٰه في ذاته نور و في عبده نورانى]

و هو المقام الذي سأله رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من ربه أن يقيم فيه أبدا

فقال و اجعلني نورا فإن اللّٰه من أسمائه النور بل هو النور للحديث الثابت نور إني أراه و قد صحفه بعض النقلة

فقال نوراني أراه فحصل في هذا التصحيف معنى بديع و هو إذا جعل عبده نورا فيرى الحق فيه و منه فعند ذلك يكون نورانيا لا غير فهو في ذاته نور و في عبده نوراني فافهم ما قلنا

[شيئية الثبوت و أخذ العهد]

فلما لم يتذكر الناسي هذه الحال و هو في نفسه عليها غافل عنها خاطبه الحق مذكرا له بها في القرآن الذي تعبده بتلاوته لِيَدَّبَّرُوا آيٰاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبٰابِ ما كانوا قد نسوة فهذا يدلك على أنهم كانوا على علم متقدم في شيئية الثبوت و أخذ العهد

[الإطعام في الكفارة و التخلق بالاسم الإلهي المحيي]

و أما الإطعام في الكفارة فالطعام سبب في حفظ الحياة على متناولة فهو في الإطعام متخلق بالاسم المحيي لما أمات بما فعله عبادة لا مثل لها كان عليها فكان منعوتا بالمميت في فعلها لأنه تعمد ذلك فأمر بالإطعام ليظهر اسم المقابل الذي هو المحيي فافهم

[صوم شهرين و سير النفس في المنازل الإلهية]

و أما صوم شهرين في كفارته فالشهر عبارة في المحمديين عن استيفاء سير القمر في المنازل المقدرة و ذلك سير النفس في المنازل الإلهية فالشهر الواحد يسير فيها بنفسه ليثبت ربوبية خالقه عليه عند نفسه و الشهر الآخر يسير فيه بربه فإنه رجله التي يسعى بها من باب أن الحق جميع قواه و جوارحه فإنه بقواه قطع هذه المنازل و الحق عين قواه فقطعها بربه لا بنفسه

[من الصوم أتى على]

و أما قول هذا الفاعل لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم حين أمره بالصوم في الكفارة أي اتصف بصفة الحق فإن الصوم له فقال من الصوم أتى علي فضحك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فضحكه علامة على خفة الأمر و لما علم إن الحق أنطقه و ما أراد ذلك الناطق و إن جهله ذلك الأعرابي فكأنه قال له في قوله كفر بالصوم أي كن حقا فنطق إن يقول من الحق أتى علي فإني لما كنت حقا زال التكليف عني فإن الحق لا يكلف فلما ذا تبقيني حقا أنزلني إلى العبودية فأوجب على الكفارة التي هي الستر أي لا تذكر أنك عصيتني بي

[ما بين لابتيها أفقر منى]

و لهذا قال للنبي صلى اللّٰه عليه و سلم أ تعطيها لأفقر مني ما بين لابتيها أفقر مني فأضاف كمال الفقر إليه لأنه رجع إلى العبودية عن سيادته فعظم ذله و فقره فإن استصحاب الفقر لا ألم في الفقير مثل ألم من كان غنيا ثم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 618
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست