responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 616

من رائحة شيئا دون المسلمين قبل أن تأخذه القسمة ورعا فسئل عن ذلك فقال إنما ينتفع من هذا بريحة و كذلك الورع في النسب و الأسماء

[الإنسان مؤاخذ بالغفلات في الطريق الصوفي]

فإذا فات السالك وجه من وجوه متعلقات مثل هذا المقام و انتقل إلى غيره من المقامات و قد بقيت عليه بقية من حكم هذا المقام الذي انتقل عنه فإذا تعين عليه استعماله في وقت آخر لحالة تطلبه بذلك من مطعم أو غيره يتذكر ما فاته قبل ذلك منه فمنا من قال عليه الكفارة و كفارته التوبة مما جرى منه في تفريطه و الاستغفار و منا من قال لا كفارة عليه فإنه لم يتعمد و لا قصد انتهاك الحرمة و إنما جعله في ذلك عذر من تأويل في المسألة أو غفلة و الإنسان في هذا الطريق مؤاخذ بالغفلات عند بعضهم و لهذا أوجب الكفارة عليه من أوجبها و من يرى أنه غير مؤاخذ بالغفلات لم يوجب عليه كفارة

[الصوفي يعفو عمن أساء إليه بل و يحسن إليه]

و القضاء مجمع عليه عند الجميع و صورته إنه إذا نال منه أحد أمرا حرم على المتناول تناوله منه عرضا كان أو مالا أو أثرا بدنيا من جرح أو غيره و له أن يعفو عنه فيما يتناول ذلك منه فيعفو و يحسن و لا يؤاخذ بكل جريمة من الغير في حقه مما يعطي الورع المتعدي في ذلك أن لا يفعله فهذا هو صورة القضاء ثم إنه يستقصي جميع جهات متعلقات ذلك المقام جهده حتى لا يترك منه شيئا فتدبر هذه المسألة فإنها من أنفع المسائل في طريق اللّٰه

(وصل في فصل من مات و عليه صوم)

فمن قائل يصوم عنه وليه و من قائل لا يصوم أحد عن أحد و اختلف أصحاب هذا القول فبعضهم قال يطعم عنه وليه و بعضهم قال لا صيام و لا إطعام إلا أن يوصى به و قال قوم يصوم فإن لم يستطع أطعم و فرق قوم بين النذر و الصيام المفروض فقالوا يصوم عنه وليه في النذر و لا يصوم في الصيام المفروض

(الاعتبار)

قال اللّٰه عز و جل وَ اللّٰهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ و قال تعالى اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فالمريد صاحب التربية يكون الشيخ قد أهله و خصه بذكر مخصوص لنيل حالة مخصوصة و مقام خاص فمات قبل تحصيله فمنا من يرى أن الشيخ لما كان وليه و قد حال الموت بينه و بين ذلك المقام الذي لو حصل له نال به المنزلة الإلهية التي يستحقها رب ذلك المقام فيشرع الشيخ في العمل الموصل إلى ذلك المقام نيابة عن المريد الذي مات فإذا استوفاه أحضر ذلك الميت إحضار من مثله في خياله بصورته التي كان عليها و ألبس تلك الصورة الممثلة ذلك الأمر و سأل اللّٰه أن يبقى ذلك عليه فحصلت نفس ذلك الميت في ذلك المقام على أتم وجوهه منة من اللّٰه و فضلا وَ اللّٰهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

[ابن عربى و شيخه أبو يعقوب الكومى]

و هذا مذهب شيخنا أبي يعقوب يوسف بن يخلف الكومي و ما راضني أحد من مشايخي سواه فانتفعت به في الرياضة و انتفع بنا في مواجيده فكان لي تلميذا و أستاذا و كنت له مثل ذلك و كان الناس يتعجبون من ذلك و لا يعرف واحد منهم سبب ذلك و ذلك سنة ست و ثمانين و خمسمائة فإنه كان قد تقدم فتحي على رياضتى و هو مقام خطر فأفاء اللّٰه علي بتحصيل الرياضة على يد هذا الشيخ جزاه اللّٰه عني كل خير

[لا يقوم أحد عن أحد في العمل و لكن يطلبه له بهمته و دعائه]

و من أهل اللّٰه من يقول لا يقوم أحد عن أحد في العمل و لكن يطلبه له بهمته و دعائه و الجماعة على ذلك و هذا الأول نادر الوقوع فهذا اعتبار من يقول لا يصوم أحد عن أحد و اعتبار من يقول يصوم عنه وليه و من قال لا صيام و لا إطعام إلا أن يوصى به فهو أن يقول المريد عند الموت للشيخ اجعلني من همتك و اجعل لي نصيبا من عملك عسى اللّٰه أن يعطيني ما كان في أملي و هذا إذا فعله المريد كان سوء أدب مع الشيخ حيث استخدمه في حق نفسه و تهمة منه للشيخ في نسيان حق المريد

[الشيخ لا ينسى أهل زمانه فكيف مريده المختص بخدمته]

و الأصل في ذلك

أن رجلا سأل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أن يسأل ربه في حقه مرافقته في الجنة فقال له رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أعني على نفسك بكثرة السجود فنبهه بهذا العمل على نفسه و سوء أدبه معه و الطريق يقتضي أن الشيخ لا ينسى أهل زمانه فكيف مريده المختص بخدمته فإنه من فتوة أهل هذا الطريق و معرفتهم بالنفوس أنهم إذا كان يوم القيامة و ظهر ما لهم من الجاه عند اللّٰه خاف منهم من آذاهم هنا في الدنيا فأول ما يشفعون يوم القيامة فيمن آذاهم قبل المؤاخذة و هذا نص أبي يزيد البسطامي و هو مذهبنا

[ابن عربى و شفاعته يوم القيامة فيمن أدركه بصره]

فإن الذين أحسنوا إليهم يكفيهم عين إحسانهم فهم بإحسانهم شفعاء أنفسهم عند اللّٰه بما قدموه من الخير في حق هذا الولي و هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلاَّ الْإِحْسٰانُ و من عفا و أصلح فأجره على اللّٰه و ذلك للعافين عن الناس بل الولي لا ينسى من يعرف الشيخ و إن كان الشيخ لا يعرفه فيسأل اللّٰه تعالى أن يغفر و يعفو عمن سمع بذكره فسبه و ذمه أو أثنى عليه خيرا و هذا

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 616
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست