responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 514

وساطة عند اللّٰه في تخليصنا و الشمس عندنا عبد فقير إلى اللّٰه تعالى إلا إن اللّٰه به عناية هذا قوله لي و نحن على مائدته نأكل ضيافته

[نور القمر انعكاس لنور الشمس]

يقول اللّٰه تعالى في هذه السجدة وَ مِنْ آيٰاتِهِ الضمير يعود على اللّٰه اَللَّيْلُ وَ النَّهٰارُ و إن حدث عن الشمس فما هو من آياتها بل هو من آياتي ثم قال وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ و أخبرهم أن اللّٰه ممحي آية الليل و هو القمر فلا يظهر لنوره حكم في البصر إلا بالليل و نوره معار فإنه انعكاس نور الشمس فإنه لها كالمرآة فالنور الذي يعطيك القمر إنما هو للشمس و هو موصل لا غير لأنه محو و جعل آيَةَ النَّهٰارِ مُبْصِرَةً يعني نورها ظاهرا للبصر و جعلنا ذلك الطلوع و الغروب لمن يكون حسابه بالشمس ليعلم فصول سنته و من يكون حسابه بالقمر عدد السنين و الحساب يقول اللّٰه في الأهلة قُلْ هِيَ مَوٰاقِيتُ لِلنّٰاسِ وَ الْحَجِّ

[السجود إنما لخالق الشمس و القمر]

فقال لهم إذا كانت عبادتكم للشمس و القمر لهذه العلة فأنا خالق هذه الآيات دلالات علي وَ اسْجُدُوا لِلّٰهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ فجميع الليل و النهار و الشمس و القمر في الضمير و غلب هنا التأنيث على التذكير لأن الليل و النهار و الشمس و القمر منفعلون لا فاعلون فهو تشبيه واضح لمن عقل و جمعهن جمع من يعقل من المؤنث ينبه بذلك أيضا على نقص الدرجة التي تنبغي للذكورية و لم يقل خلقهم حتى لا يعظم قدرهم بتغليب التذكير عليهم فإن العرب تغلب المذكر على المؤنث في كلامها تقول زيد و الفواطم خرجوا و لا تقول خرجن فالله الذي خلقهن أولى بأن تعبدوه منهن لأن مرتبة الفاعل فوق مرتبة المنفعل فالحق أولى و أحق أن يعبد ممن له النقص من طريقين من كونه مخلوقا و من كونه مؤنثا

[العلماء بالله من الملائكة]

و قال إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يعني العلماء بالله من الملائكة الذين هم دون مقعر فلك القمر يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ و هم أعلم بالله منكم فلو كان ما اتخذتموه من هؤلاء آلهة لكانت الملائكة أولى بالسجود لهن منكم لعلمكم أنهم أعلم فهم يسجدون لله من غير سامة و لا فتور

(وصل السجدة الثالث عشرة)

و هي سجدة الطرب و اللهو تنبيه الغافلين عن اللّٰه و هي سجدة خاتمة سورة النجم و في السجود فيها خلاف و اقترن بسجودها الأمر الإلهي و الذلة و المسكنة لأن السامدين اللاهون فيقول لهم و إن كنتم أهل غناء فتغنوا بالقرآن فهو أولى بكم فَاسْجُدُوا لِلّٰهِ وَ اعْبُدُوا

[التغني بالقرآن من السنة]

و

قد ورد في الخبر ما أذن اللّٰه لنبي كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يقول ما استمع كاستماعه و

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن فجعل التغني به من السنة و هي لغة حميرية يقولون اسمد لنا أي غن لنا في وقت حصادهم لينشطوا للعمل

[علماء الظاهر عند سماعهم كلام أهل اللّٰه]

و كانت العرب إذا سمعت القرآن غنت حتى لا تسمع القرآن و كانوا يقولون ما أخبر اللّٰه عنهم لاٰ تَسْمَعُوا لِهٰذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ كما يفعله اليوم من لم يوفقه اللّٰه من العلماء إذا سمعوا كلام أهل اللّٰه بما يمنحهم اللّٰه من الأسرار يقولون هذا هذيان و فشار و أما المتغالون فيقولون هذا كفر و لو سألوا عن معنى ما سمعوا ما عرفوا

[وعيد القرآن و وعده]

فقال اللّٰه أَ فَمِنْ هٰذَا الْحَدِيثِ يعني من القرآن فيما وعظهم به منهم و توعدهم و وعدهم تَعْجَبُونَ تكثرون العجب كيف جاء به مثل هذا و ما أنزل على عظمائكم كما قالوا لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا الْقُرْآنُ عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ وَ تَضْحَكُونَ أي تهزءون منه إذا أتى به و هؤلاء هم الذين ذكرنا من جهلهم أنهم لا يعرفون الحق إلا بالرجال وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ يقول لأهون فلا تفعلوا و لا تتكبروا و اخضعوا لله الذي هذا كلامه بلغتكم و تذللوا لمنزله فإن في القرآن ما يبكي من الوعيد و ما يضحك و يتعجب فيه من الفرح باتساع رحمة اللّٰه و لطفه بعباده وَ لاٰ تَبْكُونَ و في القرآن من الوعيد و المخاوف ما يبكي بدل الدموع دما لمن دبر آياته وَ أَنْتُمْ سٰامِدُونَ و في القرآن هذا كله فما لكم عنه معرضون و موطن الدنيا موطن حذر و لا سيما و الموت فيكم رائح و عاد مع الأنفاس و لا تتفكروا إلى أين تصبرون و إلى أين تسافرون و أين تحطون ما هي الدنيا موطن أمان و العالم الحكيم هو الذي يعامل كل موطن بما يستحقه

(وصل السجدة الرابع عشرة)

و هي سجدة الجمع و الوجود فمن سجد سجدة النجم و لم ينتج له في علم النغمات و الألحان المطربة الفلكية و رأى أن أصوات كل مصوت مزامير من مزامير الحق في العالم و يشهد داود عليه السلام في هذا الكشف و يرى الأصوات و الحروف ناطقة بكل معنى عجيب يهز الجبال الراسيات طربا و يضحك الثكلى سرورا و فرحا فما سجدها و هذه السجدة الأخرى في سورة إذا السماء انشقت و فيها خلاف و سجدها أبو هرير خلف رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و يسجد فيها عند قوله وَ إِذٰا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لاٰ يَسْجُدُونَ

[أحدية الألوهية و أحدية الكثرة و أحدية الذاتية]

فهذا سجود الجمع لأنه سجود عند القرآن و الجمع يؤذن بالكثرة و قد تكون

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست