responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 515

الكثرة بالأمثال و غيرها و الأحدية و إن كانت لله تعالى فالمقطوع به أحدية الألوهية أي لا إله إلا اللّٰه و أحدية الكثرة من حيث أسماؤه الحسنى و أما الحق فلا يقال فيه من حيث ما هو عليه في نفسه كل و لا بعض و يقال في الواحد منا رأيت زيدا نفسه عينه كله لاحتمال أنك قد ترى وجهه دون سائر جسده فأعطى التأكيد بالكل رؤية جميعه فلو لا وجود الكثرة فيه ما قلت كله

[القرآن جامع صفات اللّٰه]

يقول فإذا سمع القرآن الذي هو جامع صفات اللّٰه من التنزيه و التقديس كيف لا يتذكر السامع جمعيته فيسجد لمن له جميع صفات التنزيه فمن سجد في هذه السورة و لم يقف على علم الموالد و ما تجنه الحاملات في بطونها من أنواع الحوامل من العالم كالأرض و السحاب و النساء و جميع الأناثي و ما تحمله الكتب في حروفها من المعاني فإنها من جملة الحاملات و لم يقف فيها على رجوعه من أين جاء و يرى صورة حاله عيانا حالا و عاقبة بحيث أن يحلف على ما رآه لقطعه به فما سجد

(وصل السجدة الخامس عشرة)

و هي سجدة العقل الأول سجود تعليم عن شهود و رجوع إلى اللّٰه و هذه سجدة سورة العلق عند قوله وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ فهي سجدة طلب القرب من اللّٰه تعالى و جاءت بعد كلمة ردع و زجر و هو قوله كلا لما جاء به من لا يؤمن بالله و اليوم الآخر يقول له ربه اُسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ لما تعتصم مما دعاك إليه فتأمن غائلة ذلك انتهى الجزء السابع و الأربعون

(وصل في فصل وقت سجود التلاوة)

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم) منع قوم السجود في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها و أجاز قوم السجود بعد صلاة العصر و بعد صلاة الصبح ما لم تدن الشمس إلى الغروب أو الطلوع و الذي أقول به بالسجود في كل وقت لأن متعلق النهي الصلاة و ليس السجود من الصلاة شرعا إلا في الصلاة كما إن له أن يقرأ الفاتحة في كل وقت و إن كانت قراءتها في الصلاة من الصلاة

اعتبار هذا
الفصل

السجود قربة تعريف و تنزيه بما يستحقه الإله من العلو و الرفعة عن صفات المحدثات و مثل هذا لا يتقيد بوقت دون وقت بل نسبة تعظيمه و إجلاله إلى الأوقات على السواء كما أن للعبد أن يناجي ربه بتلاوته كتابه العزيز في كل وقت و هو محمود في ذلك مأجور عند اللّٰه عز و جل

(وصل في فصل من يتوجه عليه حكم السجود)

أجمعوا على أنه يتوجه على القارئ في صلاة كان أو غير صلاة السجود و اختلفوا في السامع فمن قائل عليه السجود و من قائل عليه السجود بشرطين أحدهما أن يسجد القارئ و الآخر أن يكون قعد ليسمع القرآن و أن يكون القارئ ممن يصلح أن يكون إماما للسامع و قيل عن بعضهم يسجد السامع لسجود القارئ و إن كان القارئ لا يصلح للامامة إذا جلس إليه ليسمع و الذي أذهب إليه أنه لا سجود عليهما و إن كرهنا لهما ذلك

الاعتبار

يجب السجود على القلب و إذا سجد لا يرفع أبدا بخلاف سجود الوجه اتفق لسهل بن عبد اللّٰه في أول دخوله إلى هذا الطريق أنه رأى قلبه قد سجد و انتظر أن يرفع فلم يرفع فبقي حائرا فما زال يسأل شيوخ الطريق عن واقعته فما وجد أحدا يعرف واقعته فإنهم أهل صدق لا ينطقون إلا عن ذوق محقق فقيل له إن في عبادان شيخا معتبرا لو رحلت إليه ربما وجدت عنده علم ما تسأل عنه فرحل إلى عبادان من أجل واقعته فلما دخل عليه سلم و قال يا أيها الشيخ أ يسجد القلب فقال له الشيخ إلى الأبد فوجد شفاه فلزم خدمته

[الطريقة الصوفية و السجدة القلبية]

و مدار هذه الطريقة على هذه السجدة القلبية إذا حصلت للإنسان حالة مشاهدة عين فقل كمل و كملت معرفته و عصمته فلم يكن للشيطان عليه من سبيل و تسمى هذه العصمة في حق الولي حفظا كما تسمى في حق النبي و الرسول عصمة ليقع الفرق بين الولي و النبي أدبا منهم مع الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام ليختصوا باسم العصمة

[الفرق بين حفظ الأولياء و عصمة الأنبياء]

و مع هذا فإني أبين الفرق بينهما و ذلك أن الأنبياء لهم العصمة من الشيطان ظاهرا و باطنا و هم محفوظون من اللّٰه في جميع حركاتهم و ذلك لأنهم قد نصبهم اللّٰه للناس و لهم المناجاة الإلهية فالأنبياء المرسلون معصومون من المباح أن يفعلوا من أجل نفوسهم لأنهم يشرعون بأفعالهم و أقوالهم فإذا فعلوا مباحا يأتونه للتشريع

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست