responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 465

و شفتان يشهدان لمن قرأهما بحق و الأخبار النبوية في ذلك كثير و أما ما نعلمه من طريق الكشف فلا يتمكن لي أن أذكره إلا أن سورة ص منبع الأنوار عاينت ذلك مشاهدة

[الأولى الجمع بين الاقتداء و التناسب]

فيا أيها الإمام في صلاة الجمعة إن قصدت المناسبة فاقرأ فيها سورة الجمعة و ما ثبت أنه قرأ به رسول اللّٰه ص فالله يقول لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ و اقرأ بسبح اسم ربك الأعلى تنزه الحق عما يظهر في هذه العبادة من الأفعال من حيث إنه قال لنا عن نفسه أنه يصلي علينا فنسبحه عن التخيل الذي يتخيله الوهم من الإنسان من قوله يصلي بسبح اسم ربك الأعلى و إذا جاء المنافقون و هل أتاك حديث الغاشية مناسبتان لما تتضمنه الخطبة من الوعد و الوعيد فتكون القراءة في صلاة الجمعة تناسب ما ذكر به الإمام في الخطبة فيجمع بين الاقتداء و التناسب

(وصل في فصل الغسل يوم الجمعة)

[حكم غسل يوم الجمعة]

غسل الجمعة واجب على كل محتلم عندنا و هو لليوم و إن اغتسل فيه للصلاة فهو أفضل أما الغسل يوم الجمعة فالجماعة على أنه سنة و قوم قالوا إنه فرض و به أقول و القائلون بوجوبه منهم من قال إنه واجب لليوم و هو قولنا و إن اغتسل قبل الصلاة للصلاة فهو أفضل و منهم من قال إنه واجب قبل صلاة الجمعة

(وصل الاعتبار في ذلك)

الطهارة العامة لباطن الإنسان الذي هو قلبه بالحياة الباطنة للمعرفة بالله التي فيها و بها حياة القلوب من حيث ما تعطيها صلاة الجمعة من جهة أنه سبحانه واضع لهذه العبادة الخاصة بهذه الصورة فإنه من أعظم الهداية التي هدى اللّٰه إليها هذه الأمة خاصة فإنه اليوم الذي اختلفوا فيه فهدى اللّٰه لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه و ذلك أن اللّٰه اصطفى من كل جنس نوعا و من كل نوع شخصا و اختاره عناية منه بذلك المختار أو عناية بالغير بسببه و قد يختار من الجنس النوعين و الثلاثة و قد يختار من النوع الشخصين و الثلاثة و الأكثر فاختار من النوع الإنساني المؤمنين و اختار من المؤمنين الأولياء و اختار من الأولياء الأنبياء و اختار من الأنبياء الرسل و فضل الرسل بعضهم على بعض و لو لا ورود النهي من الرسول ص في

قوله لا تفضلوا بين الأنبياء لعينت من هو أفضل الرسل لكن أعلمنا اللّٰه أنه فضل بعضهم على

[لا ينبغي أن يجعل في العقائد إلا ما يقطع به نقلا أو عقلا]

بعض فمن وجد نصا متواترا فليقف عنده أو كشفا محققا عنده و من كان عنده الخبر الواحد الصحيح فليحكم به إن تعلق حكمه بأفعال الدنيا و إن كان حكمه في الآخرة فلا يجعله في عقده على التعيين و ليقل إن كان هذا عن الرسول في نفس الأمر كما وصل إلينا فإنا مؤمن به و بكل ما هو من عند رسول اللّٰه ص و عن اللّٰه مما علمت و مما لم أعلم فإنه لا ينبغي أن يجعل في العقائد إلا ما يقطع به إن كان من النقل فما ثبت بالتواتر و إن كان من العقل فما ثبت بالدليل العقلي ما لم يقدح فيه نص متواتر فإن قدح فيه نص متواتر لا يمكن الجمع بينهما اعتقد النص و ترك الدليل و السبب في ذلك أن الايمان بالأمور الواردة على لسان الشرع لا يلزم منها أن يكون الأمر الوارد في نفسه على ما يعطيه الايمان فيعلم العاقل أن اللّٰه قد أراد من المكلف أن يؤمن بما جاء به هذا النص المتواتر الذي أفاده التواتر أن النبي ص قاله و إن خالف دليل العقل فيبقى على علمه من حيث ما هو علم و يعلم أن اللّٰه لم يرد به بوجود هذا النص أن يعلق الايمان بذلك المعلوم لا أنه يزول عن علمه و يؤمن بهذا النص على مراد اللّٰه به فإن أعلمه الحق في كشفه ما هو المراد بذلك النص القادح في معلومه آمن به في موضعه الذي عينه الحق له بالنظر إلى من هو المخصوص بذلك الخطاب و مثل هذا الكشف يحرم علينا إظهاره في العامة لما يؤدي إليه من التشويش فلنشكر اللّٰه على ما منحه فهذه مقدمة نافعة في الطريق

[يوم العروبة فضله ذاتي]

و لما اختص اللّٰه من الشهور شهر رمضان و سماه باسمه تعالى فإن من أسماء اللّٰه رمضان كذلك اختص اللّٰه من أيام الأسبوع يوم العروبة و هو يوم الجمعة و عرف الأمم أن لله يوما اختصه من هذه السبعة الأيام و شرفه على سائر أيام الأسبوع و لهذا يغلط من يفضل بينه و بين يوم عرفة و يوم عاشوراء فإن فضل ذلك يرجع إلى مجموع أيام السنة لا إلى أيام الأسبوع و لهذا قد يكون يوم عرفة يوم الجمعة و يوم عاشوراء يوم الجمعة و يوم الجمعة لا يتبدل لا يكون أبدا يوم السبت و لا غيره ففضل يوم الجمعة ذاتي لعينه و فضل يوم عرفة و عاشوراء لأمور عرضت إذا وجدت في أي يوم كان من أيام الأسبوع كان الفضل لذلك اليوم لهذه الأحوال العوارض فتدخل مفاضلة عرفة و عاشوراء في المفاضلة بين الأسباب العارضة الموجبة للفضل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست