responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 433

و السجود فيقول العارف بعد تسبيحه ربه بالتعظيم كما أوردناه يقول اللهم لك ركعت أي من أجل عزك و علوك في كبريائك خضعت تعظيما لك يقول لقيوميتك التي لا تنبغي إلا لك فإني لما قمت بين يديك لم أقم إلا امتثالا لأمرك حيث قلت وَ قُومُوا لِلّٰهِ فقمت و أنا أخضع في ركوعي من خاطر ربما خطر لي في حال قيامي إني قمت لنفسي فاعترف بين يديك بركوعي إني لك ركعت و بك آمنت يقول بسببك أي بتأييدك صدقت لا بحولي و لا بقوتي أي لا حول لي و لا قوة إلا بك إذ كانت القلوب بيدك التي هي محل الايمان و لك أسلمت أي من أجلك كان انقيادي و لولاك ما تغيرت أحوالي معك في عباداتي فإنك الذي شرعت لي ذلك على لسان رسولك فعلا و قولا صلى اللّٰه عليه و سلم فصلى و ذكر ثم أمرنا

فقال صلوا كما رأيتمونى أصلي و أنت القائل وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ فعلمنا أنه مأمور بأن يأمرنا فذلك أمرك لا أمره فإنك القائل مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ ثم يقول خشع لك سمعي فيما كلمتني به في حال مناجاتي إياك بكلامك ثم يقول و بصري بواو التشريك و ما ثم إلا الخشوع فكأنه يقول و خشع لك بصري حياء منك لعلمي بأنك تراني في حال ركوعي بين يديك فإنك في قبلتي كما أخبرني رسولك صلى اللّٰه عليه و سلم فأمرني أن أجعلك مشهودا في صلاتي كأني أراك بل يا ربي و إن مثلت في نفسي إني أراك فما أقدر أن أنكر علمي أنك تراني و ما سبب الحياء مني إلا علمي بأنك تراني لا بأني أراك فإنه لا يعزب عنك مِثْقٰالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ لاٰ فِي الْأَرْضِ يا من يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ و لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ و يقول و مخي و عظمي و عصبي فإنك جعلت في كل ما ذكرت قوة يكون بها قوام نشأتي و ثبات هيكلي لتحصل نفسي بهذه القوي لبقاء هذه الصورة المكلفة ما أمرتها به أن تحصله من المعرفة بك فربما خطر لمخي و عظمي و عصبي الموصوفين بالخشوع لك لما كانت أسبابا لما ذكرناه فيدركها لذلك عجب و زهو فوجب على كل واحدة من هؤلاء أن يخشع لك بتبريه من الحول و القوة في السببية بأنك أنت الذي تحفظ على قوام نشأتي لتحصيل معارفي

[عند ما يرفع العارف رأسه من الركوع]

فإذا رفع العارف رأسه من الركوع يقول نيابة عن ربه سمع نفسه خطاب ربه سمع اللّٰه لمن حمده في قوله في حال ركوعه سبحان ربي العظيم و كل حمد و ثناء حمده به و أثنى عليه به من أول شروعه في صلاته ثم يرد بربه على ربه بحضور نفسه من كونها بربه بتأييده إياها في حولها و قوتها فيقول اللهم ربنا فيحذف حرف النداء لأن المصلي في حال قرب و النداء يؤذن بالبعد و أبقى المنادي و هو لبقاء نفسه في جواب ربه فيقول لك الحمد أي الثناء التام بما هو لك و منك فلا حامد و لا محمود إلا أنت و لك عواقب كل مثن في العالم و كل مثنى عليه و هو قوله ملء السموات و ملء الأرض و ملء ما بينهما و ملء ما شئت من شيء بعد يقول كل جزء من العالم العلوي و السفلي و ما بينهما و ما في الإمكان من الممكنات مما توجده و يبقى في العدم عينا ثابتة كل جزء منه معلوم بحكم الوجود و التقدير له ثناء خاص عليك من حيث عينه و إفراده و جمعه بغيره في قليل الجمع و كثيره أحمدك بلسانه و بلسان كل حامد من حمدك لنفسك و حمد من سواك لك فيكون لهذا الحامد بهذه الألسنة جميع ما يستدعيه من التجلي الإلهي و من الأجور المحسوسة لأجل طبيعته و تركيبه فإنه حمده لسانا و قلبا ظاهرا و باطنا و قوله أحق ما قال العبد أي أوجب ما يقوله عبد مثلي و لي أمثال لسيد مثلك و لا مثل لك و كلنا لك عبد يقول أنوب عن أمثالي و هم جميع الممكنات موجودها و معدومها ممن يقول بك في علمه عن حضور و ممن يقول بنفسه عن غيبة فأنوب عنهم في حمدك لمعرفتي بك التي منحتني و جهلهم بما ينبغي لجلالك لا مانع لما أعطيت من الاستعداد لقبول تجل مخصوص و علوم مخصوصة و لا معطي لما منعت و إذا لم تعط استعدادا عاما فما ثم سيد غيرك يعطي ما لم تعطه أنت و لا ينفع ذا الجد منك الجد أي من كان له حظ في الدنيا من سلطان و جاه و مال و تحكم بغيرك في علمه لا في نفس الأمر لم ينفعه ذلك عندك في الآخرة عند كشف الغطاء

(فصل بل وصل في السجود في الصلاة)

[التسبيح في السجود]

فإذا سجد و سبح بربه الأعلى و بحمده كما تقدم يقول في سجوده بعد تسبيحه اللهم لك سجدت و بك آمنت و لك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه و شق سمعه و بصره فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ اللهم اجعل في قلبي نورا و في سمعي نورا و في بصري نورا و عن يميني نورا و عن شمالي نورا و أمامي نورا و خلفي نورا و فوقي نورا و تحتي نورا و اجعل لي نورا و اجعلني نورا يقول العارف سجد وجهي أي حقيقتي فإن وجه الشيء حقيقته للذي خلقه أي قدره من اسمه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست