responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 434

المدبر و أوجده من اسمه القادر البارئ المصور و شق سمعه بما أسمعه في كُنْ و أخذ الميثاق ثم التكليف و بصره بما أدركه ليعتبر في المبصرات فإن ذلك في حق هذه النشأة و أمثالها كما فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ و فتقهما بعد رتقهما ليتميزا فيظهر المؤثر و المؤثر فيه لوجود التكوين فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ إثباتا للأعيان ليصح قوله لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ثم دعا بالنور في كل عضو نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ الذي مثله بالمصباح في الزجاجة مقام الصفا في المشكاة مقام الستر من الأهواء فلم تصبه مقالات القائلين فيه بأفكارهم الموقد بالزيت المضيء بالمقاربة و هو حكم الإمداد من الشجرة و هي الممد لاٰ شَرْقِيَّةٍ وَ لاٰ غَرْبِيَّةٍ في مقام الاعتدال لا تميل عن عرض إلى شرق فيحاط بها علما و لا إلى غرب فلا تعلم رتبتها نُورٌ عَلىٰ نُورٍ وجود على وجود وجود جود عيني على وجود مفتقر ثم دعا بجعل النور في كل عضو و النفور هو النور و كل عضو فله دعوى بما خلقه اللّٰه عليه من القوة التي ركبها فيه و فطره عليها و لما علم ذلك رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم دعا أن يجعل اللّٰه فيه علما و هدى منفر الظلمة دعوى كل مدع من عالمه هذا ربط هذا الدعاء و آخر ما قال اجعلني نورا يقول اجعلني أنت فإنه نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ فهناك

قال الحق تعالى كنت سمعه و بصره و رجله و يده و لسانه عند ما يسمع و يبصر و يتكلم و يبطش و يسعى يقول اجعلني نورا يهتدي بي كل من رآني في ظلمات بر ظاهره و بحر نفسه و باطنه فأعطاه القرآن و أعطانا الفهم فيه فإن هذه المنحة من أعلى المنح في رتبة هي أسنى المراتب و معناه غيبني عني و كن أنت بوجودي فيرى بصري كل شيء بك و يسمع سمعي كل مسموع بك فإن نور كل عضو إدراكه و هكذا جميع ما فصله و لكن بنور يقع به التمييز بين الأنوار و لذلك نكره في كل عضو و في نفسه و ذاته فيتميز نور الشمال من نور اليمين و نور الفوق من نور التحت و كذلك أنوار القوي و الجوارح ثم أقمني بعد هذا في عين الجمع و الوجود فتتحد الأنوار بأحدية العين فإن لم أكن هناك فبجعلك إياي نورا و إن كنت هناك فبجعلك في نورا أهتدى به في ظلمات كوني

(فصل بل وصل فيما يقول المصلي بين السجدتين في الصلاة من الدعاء)

[دعاء ما بين السجدتين في الصلاة]

يقول المصلي إذا جلس بين السجدتين في الصلاة اللهم اغفر لي و ارحمني و ارزقني و اجبرني و اهدني و عافني و اعف عني يقول العارف استرني و استر من أجلي استرني من المخالفات حتى لا تعرف مكاني فتقصدني نفسك عني إذ قد قلت إن سبحاتك محرقة أعيان كل موصوف بالوجود و إن كان وجودك و لكن كما أثر في الممكن صفة الوجود و لم يكن بالوجود موصوفا كذلك أثر نسبته إلى الممكن إن قيل فيه بوجود و إن كان مقيدا بالحدوث حادث و لكن الحضرة الإلهية موصوفة بالغيرة على وجودها من أجل دعوى هذا المدعي فلو لم تصدر منه الدعوى لما تسلط عليه فلا بد إذا ارتفعت الحجب أن تحرق سبحات ما أدركه البصر من الخلق يعني الطبيعي فإن عالم الأمر أنوار قلما يحترق بل يندرج في النور الأعظم فإن عالم الأمر ما عنده دعوى فيحترق عالم الخلق فيصير رمادا فما ألحقه بالعدم فبقي رمادا لا عودي له فاذن ما أعدمت سوى الدعوى بإحالة العين التي أعطى استعدادها الدعوى إلى عين ما لها دعوى و قوله و ارحمني برحمة الوجوب التي لا تحصل إلا بعد رحمة الامتنان بما أعطيتني من التوفيق لتحصيل رحمة الوجوب حتى أكون كل شيء وسعته رحمتك فيطلب العارف رحمة الامتنان في عين الوجوب بالتوفيق للعمل الصالح الموجب لرحمة الاختصاص فيريد أخذها من عين المنة التي يطلبها إبليس و أشياعه من الجن و الإنس مع وصف هذا العارف بالعصمة و الحفظ عن المخالفة و الخذلان الموجب للحرمان ثم يقول و ارزقني يعني من غذاء المعارف الذي يحيا به قلبي كما رزقتني من غذاء الجسوم بما أبقيت به جسدي الطبيعي و هيكلي ثم يقول و اجبرني الجبر لا يكون إلا بعد كسر و هو المهيض في اللسان و المهيض هو المكسور بعد جبر و هو كسر العارفين فإن العبد مكسور في الأصل بإمكانه فجبره إنما هو بأن ألحقه بالوجوب و لكن بغيره فلما أوجده بهذا الجبر كسرته المعرفة بنفسه و بربه فردته إلى إمكانه فهذا كسر بعد جبر و الجبر لا يكون إلا عن كسر فلهذا قلنا هو المهيض في اللسان كما أيضا يقول و اجبرني يعني أوقفني على جبري في اختياري فإن العبد مجبور في اختياره وَ مٰا تَشٰاؤُنَ إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ يقول اللّٰه أنا مع المنكسرة قلوبهم من أجلي ثم يقول و اهدني بين لي ما نتقي و وفقني للبيان في الترجمة عنك لعبادتك بما تهبني من جوامع الكلم ليصح ورثي من رسولك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست