responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 415

مرتبة واحدة فهم أولى باسم الكفر الذي هو الستر فإن الكافر الأصلي هو الذي استتر عنه الحق و هذا عرف الايمان و ستره فإنه قال نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ فهو أولى باسم الكفر من الذي لم يعرفه

[أولية الحق لا تقبل الثاني]

و لما لم تكن أولية الحق تقبل الثاني

قال اللّٰه قسمت الصلاة بيني و بين عبدي فذكر نفسه و ذكر العبد و ما ذكر الأولية هنا لا له و لا لعبده بل ذكر البين له بالضمير و لعبده بالصريح و هو الحد الذي ينبغي أن يتميز به العبد من ربه إلا أنه تعالى قدم نفسه في البينية فقال بيني ثم أخر عن هذا التقدم بينية عبده فقال و بين عبدي فأضافه إليه تعالى ليعرفه أنه عبد له لا لهواه فإنه القائل أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ فكان عنده عبدا لهواه و هو في نفس الأمر عبد ربه سبحانه فالعبد ما له إرادة مع سيده بل هو بحكم ما يراد به فالحق سبحانه هو الواجب الوجود لذاته و العبد هو الذي منه استفاد الوجود فإن أصله العدم فالحق يعطيه التقدم في هذه المرتبة إذ البينية لا تعقل إلا بين أمرين و الأمر إن هنا الرب و العبد ثم

[تقديم العبد في القول على قول الحق]

إن الحق جعل في مقابلة تقديم نفسه من قوله بيني تقديم العبد في القول على قول الحق فقال سبحانه يقول العبد اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ فقدم قول العبد ثم قال فيقول اللّٰه فجاء بقوله بعد قول العبد و ذلك ليتبين لنا أن له الأمر من قبل في قوله بيني فقدم و من بعد في قوله فيقول اللّٰه فهو الأول الآخر فأثبت للعبد الأولية في القول ليعلم أن الأولية الإلهية في قوله بيني لا تقتضي قبول الثاني فهذا الذي قد تخيل أنه ثان قد رجع أولا في القول في المناجاة فعرفناك إن المقصود التعريف بالمراتب لا التركيب المولد فإنه لَمْ يَلِدْ سبحانه في قوله و بين عبدي وَ لَمْ يُولَدْ في قوله فيقول اللّٰه حمدني عبدي و لو أن العقل يدركه حقيقة بنظره و دليله و يعرف ذاته لكان مولدا عن عقله بنظره فلم يولد سبحانه للعقول كما لَمْ يُولَدْ في الوجود و لَمْ يَلِدْ بإيجاده الخلق لأن وجود الخلق لا مناسبة بينه و بين وجود الحق و المناسبة تعقل بين الوالد و الولد إذ كل مقدمة لا تنتج غير مناسبها و لا مناسبة بين اللّٰه و بين خلقه إلا افتقار الخلق إليه في إيجادهم و هو الغني عن العالمين فكما ثبت أن أولية الحق لا تقبل الثاني كذلك أولية العبد في القول لا يكون الحق ثانيا لها إذ ليست بأولية عدد إذ كان الذي في مقابلة العبد هو الحق فإنه الذي يناجيه

[الحق لا يناجي بالألفاظ بل بالحضور معه]

و ما تعرض لذكر الغير فمن كان في صلاته يشهد الغير معرى عن شهود الحق فيه أو شهوده في الحق أو شهود صدوره عن الحق و هو قول أبي بكر الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت اللّٰه قبله فما هو بمصلّ من ليست حالته ما ذكرناه من أنواع المشاهدة و إذا لم يكن مصليا لم يكن مناجيا و الحق لا يناجي بالألفاظ في هذه الحالة و إنما يناجي بالحضور معه فيكون القائل اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ إذا لم يكن حاضرا مع اللّٰه لسان العبد لا عينه و حقيقته فيقول الحق عند ذلك حمدني لسان عبدي لا عبدي المفروضة عليه مناجاتي و إذا حضر القائل في قوله يقول اللّٰه حمدني عبدي جبر له ما مضى بفضل اللّٰه فإن العبد إذا حضر تضمن حضوره حضور اللسان و سائر الجوارح لأن العين تجمعهم و إذا لم يحضر عينه لم تقم عنه جارحة من جوارحه و لا عن غير نفسها و لما تقدم نداء الحق عبده في الإقامة حي على الصلاة لهذا ابتدأ العبد بتكبيرة الإحرام فإن بقي على إحرامه إلى آخر صلاته و صدق في أنه أحرم و وفى وفى اللّٰه له فإنه قال لِيَجْزِيَ اللّٰهُ الصّٰادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ و قال أَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فإنه لا مكره له و إن لم يف العبد في صلاته بإحرامه و أحضر أهله أو دكانه و ما كان من أغراضه معه فأمره إلى اللّٰه يفعل معه ما يقتضيه علمه فيه فقال العبد اقتداء في تكبيرة الإحرام اللّٰه أكبر لما خصص حالا من الأحوال سماها صلاة قال اللّٰه أكبر أن يقيد ربي حال من الأحوال بل هو في كل الأحوال لا بل هو كل الأحوال بل الأحوال كلها بيده لم يخرج عنه حال من الأحوال فكبره عن مثل هذا الحكم الوهم لا لحكم العقل فإن للوهم حكما في الإنسان كما للعقل حكما فيه و جعلها تكبيرة إحرام أي تكبيرة منع يقول تكبير لا يشاركه في مثل هذا الكبرياء كون من الأكوان

[في المناجاة الإلهية ما ثم إلا واحد كما في الحب]

و على الحقيقة التي أخبرنا بها كيف يشاركه من هو عينه إذ قال له إنه سمعه و بصره و لسانه و يده و رجله فالشيء لا يشارك نفسه فإنه ما ثم إلا واحد فهو المكبر و الكبير و هو الكبرياء ليس غيره يتعالى و يتنزه و يتقدس أن يكون متكبرا بكبرياء ما هو عينه فإذا قام العارف بين يدي اللّٰه بهذه الصفة و لم ير في وقوفه و لا في تكبيره غير ربه و أصغى إلى نداء ربه إذا قال له حي على الصلاة في الإقامة أي أقبل على مناجاتي و قد قال له وَ ثِيٰابَكَ فَطَهِّرْ فإن المصلي في هذا المقام يخلع على الحق حلل الثناء يطلب بذلك البركة فيها فإنه قد علم إن اللّٰه يرد عليه عمله كما يقول الشخص عندنا لأهل الدين ألبس لي هذا الثوب على طريق البركة ثم يخلعه اللابس عليه يقول الحق لما ذكرناه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست