responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 413

و لا تشبيه بل كما يليق بجلاله

فإن المصلي يواجه ربه في قبلته كذا ورد عن الصادق صلى اللّٰه عليه و سلم و المناجاة مفاعلة و المفاعلة فعل فاعلين في بعض المواطن هذا منها فإذا قال العبد اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ فالله عند هذا القول من العبد سميع فينبغي للعبد إذا فرغ من الآية أن يلقي اَلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ فيسكت حتى يرى ما يقول له الحق جل جلاله في ذلك أدبا مع الحق لا ينبغي له أن يداخله في الكلام فإن ذلك من الأدب في المحاورات و الحق أحق أن يتأدب معه فيقول اللّٰه حمدني عبدي فمن عبيد اللّٰه من يسمع ذلك القول بسمعه فإن لم تسمعه بسمعك فأسمعه إيمانا به فإنه أخبر بذلك و هكذا يقول لك في كل آية بحسب ما تقتضيه تلك الآية فمن الأدب الإصغاء لما يقوله القائل لك من ناجيته فإذا داخلته في كلامه أي في حال ما يكلمك فقد أسأت الأدب هذا عام في كل متكلم مع من يكلمه فالأمر بين سامع و متكلم لتحصيل الفائدة و اعلم أنه من لا أدب له لا تتخذه الملوك جليسا و لا سميرا و لا أنيسا

(فصل بل وصل في البسملة في افتتاح القراءة في الصلاة)

[أقوال الفقهاء في التعوذ و البسملة في الصلاة]

اختلف علماء الشريعة في قراءة بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ في افتتاح القراءة في الصلاة فمن قائل بالمنع سرا و جهرا لا في أم القرآن و لا في غيرها من السور و ذلك في المكتوبة و أجازها في النافلة و من قائل تقرأ مع أم القرآن في كل ركعة سرا و من قائل يقرأ بها و لا بد في الجهر جهرا و في السر سرا و الذي أقول به أن التعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند افتتاح قراءة القرآن في صلاة و في غيرها فرض للأمر الإلهي الوارد في قوله تعالى فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ و قراءة البسملة في القراءة في الصلاة فرضا كانت الصلاة أو نفلا في الفاتحة و السورة أولى من تركها فإن الفرض على المصلي أن يقرأ ما تيسر من القرآن و قد عين اللّٰه الذي أراد من القرآن في الصلاة و هو الذي تيسر فقد عرف بعد ما نكر و ذلك هو الفاتحة فإن تيسر له قراءة البسملة قرأها و إن لم تتيسر قراءتها في الفاتحة و غيرها فلا حرج و أما الفاتحة فلا بد منها في الصلاة و إن لم يقرأ الفاتحة فما هي الصلاة التي قسمها الحق بينه و بين عبده و البسملة عندنا آية من القرآن حيثما وردت من القرآن و هي آية إلا في سورة النمل في كتاب سليمان فإنها جزء من آية ما هي آية كاملة و اللّٰه أعلم

الاعتبار عند أهل اللّٰه في ذلك

فَكُلُوا مِمّٰا ذُكِرَ اسْمُ اللّٰهِ عَلَيْهِ و لاٰ تَأْكُلُوا مِمّٰا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّٰهِ عَلَيْهِ و القرآن كلام اللّٰه و قد ورد إذا استطعم الإمام من خلفه فليطعمه فسماه طعاما فناسب الأكل فلهذا أتينا بآيات الأكل في الاعتبار و من قرأ القرآن معتقدا أنه كلام اللّٰه فقد سمي اللّٰه متكلما و إن كان هذا الاسم ما ورد فافهم فهمنا اللّٰه و إياك مواقع خطابه

(فصل بل وصل القراءة في الصلاة و ما يقرأ به من القرآن فيها)

[أقوال الفقهاء في حكم القراءة في الصلاة و مقدار ما يقرأ فيها]

من الناس من أوجب القراءة في الصلاة و عليه الأكثر و من الناس من لم ير وجوب القراءة و من الناس من أوجبها في بعض الصلاة و لم يوجبها في بعض و الذي أذهب إليه وجوب قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة و إن تركها لم تجزه صلاته ثم اختلفوا أيضا فيما يقرأ به من القرآن في الصلاة فمنهم من أوجب قراءة أم القرآن في الصلاة إن حفظها و به أقول و ما عداها من القرآن ما فيه توقيت و من هؤلاء من أوجبها في كل ركعة و منهم من أوجبها في أكثر الصلاة و منهم من أوجبها في نصف الصلاة و منهم من أوجبها في ركعة من الصلاة و منهم من أوجب قراءة القرآن أي آية اتفقت و من هؤلاء من حد ثلاث آيات من قصار الآي و آية واحدة من طوال الآي كآية الدين و هذا في الركعتين الأوليين و أما في الركعتين الأخريين فاستحب قوم التسبيح دون القراءة و اتفق الجمهور و هم الأكثرون على استحباب القراءة في الصلاة كلها و به أقول

اعتبار أهل اللّٰه في ذلك

المصلي يناجي ربه و المناجاة كلام و القرآن كلام اللّٰه و العبد قاصر أن يعرف من نفسه ما ينبغي أن يكلم به ربه في وقت مناجاته التي دعاه إليها في صلاته فعلمه ربه كيف يناجيه و بما ذا يناجيه به لما

قال قسمت الصلاة بيني و بين عبدي بنصفين ثم قال يقول العبد اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ فهذا إخبار من الحق يتضمن تعليم العبد ما يناجيه به فيقول اللّٰه حمدني عبدي الحديث فما ذكر في حق المصلي إذا ناجاه أن يناجيه بغير كلامه ثم إنه تعالى عين له من كلامه أم القرآن إذ كان لا ينبغي أن يناجي إلا بكلامه و بالجامع من كلامه و لأم هي الجامعة و هي أم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست