responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 390

(فصل في وقت صلاة الظهر)

[الصلاة مفروضة في وقت معين]

قال تعالى إِنَّ الصَّلاٰةَ كٰانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتٰاباً مَوْقُوتاً أي مفروضة في وقت معين سواء كان موسعا أو مضيقا فإنه معين و لا بد بقوله مَوْقُوتاً فمن أخرج صلاة مفروضة عن وقتها المعين له كان ما كان من ناس أو متذكر فإنه لا يقضيها أبدا و لا تبرأ ذمته فإنه ما صلى الصلاة المشروعة إذ كان الوقت من شروط صحة تلك الصلاة فليكثر النوافل بعد التوبة و لا قضاء عليه عندنا لخروج وقتها الذي هو شرط في صحتها و وقت الناسي و النائم وقت تذكره و استيقاظه من نومه و هو مؤد و لا بد لا يسمى قاضيا على الاعتبار الذي يراه الفقهاء لا على ما تعطيه اللغة فإن القاضي و المؤدي لا فرق بينهما في اللسان فكل مؤد للصلاة فقد قضى ما عليه فهو قاض بأدائه ما تعين عليه أداؤه من اللّٰه

[اختلاف الفقهاء في آخر وقت صلاة الظهر الموسع]

فلنقل أما وقت صلاة الظهر فاتفق العلماء بالشريعة أن وقت الظهر الذي لا تجوز قبله هو الزوال و اختلفوا منها في موضعين في آخر وقتها الموسع و في وقتها المرغب فيه فأما آخر وقتها الموسع فمن قائل هو أن يكون ظل كل شيء مثله و من أصحاب هذا القول من يقول إن ذلك المثل الذي هو آخر وقت الظهر هو أول وقت العصر و من قائل منهم إنه آخر وقت الظهر خاصة فإن أول وقت العصر إنما هو المثلان و إن ما بين المثل و المثلين لا يصلح لصلاة الظهر و أما وقتها المرغب فيه فمن قائل أول الوقت للمنفرد أفضل و من قائل أول الوقت أفضل للمنفرد و الجماعات إلا في شدة الحر و من قائل أول الوقت أفضل بإطلاق في انفراد و جماعة و حر و برد و لكل قائل استدلال ليس هذا موضعه

[استواء الشمس و عبادات العارفين]

اعتباره الاستواء هو وقوف العبد المربوب في محل النظر من غير ترجيح فيما يعمل أي بأي نية يقصد العبادة هل يعتبر بذلك أداء ما يلزمه من حق العبودية و كونه مربوبا أو يعتبر ما يلزمه بذلك من أداء حق سيده و ربه فهو في حال الاستواء من غير ترجيح فإذا زالت الشمس ترجح عند ذلك الزوال عنده أن يعبده لما تستحقه الربوبية على العبودية من الإنعام على هذا العبد من وقت الطلوع إلى وقت الاستواء فيعبده شكرا لهذه النعمة و إن نظر إلى زوالها بعين المفارقة لطلب الغروب عنه و إسدال الحجاب دونه عبده ذلة و فقرا و انكسارا و طلبا للمشاهدة فلا يزال يرقبها إلى الغروب و من الغروب يرقب آثارها بصلاة المغرب و التنفل بعدها لي مغيب الشفق فيغيب أثرها فيبقى في ظلمة الليل سائلا باكيا متضرعا يراعي نجوم الليل لاستنارتها بنور الشمس و يسأل و يتضرع إلى طلوع الفجر فيرى آثار المجيء و قبول دعائه فيعبده شكرا على ذلك و هو يشاهد آثار القبول فيؤدي فرض الصبح و لا يزال مراقبا بالذكر إلى أن تنجلي طالعة فإذا ابيضت و زال عنها التغير الذي يحول بين البصر و بين بياضها من حجب أبخرة الأرض و هي الأنفاس الطبيعية قام إجلالا على قدم الشكر إلى حد الاستواء فلا يزال في عبادة الفرح و الشكر إلى أن تزول فيرجع إلى عبادة الصبر و الافتقار و توقع المفارقة ما دام حيا فهو بين عبادتين و ذلك أنه

لما سمع الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم يقول ترون ربكم كما ترون الشمس فاعتبر ذلك في عبادته في صلواته المفروضة و التطوع شكرا و فقرا بين نعمة و بلاء و شدة و رخاء فإن المؤمن من استوى خوفه و رجاؤه فهو يدعو ربه خوفا من حد الزوال إلى الغروب الشفقي و طمعا بقية ليلته إلى طلوع الفجر إلى طلوع الشمس إلى حد الاستواء طمعا أن لا يكون حجاب بعد ذلك هكذا هي عبادات العارفين فافهم

[آخر وقت صلاة الظهر الموسع]

فأما آخر الوقت الموسع فهو آخر أحكام الاسم الإلهي المخصوص بذلك الوقت و هو الاسم الظاهر كما إن أول الزوال حكم الاسم الإلهي الأول في الظهور الخاص بالعبادة المشروعة إلى أن يكون ظل كل شيء مثله و هو آخر الوقت كذلك حكم الاسم الإلهي إذا قام به هذا العبد في عبادته الخاصة به في هذا الوقت و استوفاه بحيث أن يكون إذا قابلة به كان مثله أي لم يبق في الاسم الإلهي حكم يختص به بهذا الوقت إلا و أثره ظاهر في هذا العبد فقد انقضى حكم هذا الاسم الإلهي في هذا العبد فخرج وقت الظهر و دخل وقت العصر و هو حكم اسم آخر بين الاسمين فرقان متوهم لا ينقسم معقول غير موجود و هو برزخ بينهما

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الحديث الثابت عنه لا يخرج وقت صلاة حتى يدخل وقت الأخرى يعني في الأربع الصلوات لدليل آخر فإنه إذا خرج وقت الصبح لم يدخل وقت الظهر حتى تزول الشمس بخلاف الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الصبح فاعلم ذلك

[أرباع اليوم من الزمان]

فإن اليوم أربع و عشرون ساعة و هو أربعة أرباع كل ربع ست ساعات فمن طلوع

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست