responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 374

فأمر بطهارة نفسه من هذا التكبر بالأرض و بالتراب و هو حقيقة عبوديته فتطهر بنظره في أصل خلقه مم خلق كما قال تعالى فيمن هذه صفته في معرض الدواء لهذا الخاطر الذي أورثه التكبر فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسٰانُ مِمَّ خُلِقَ و هم البنون خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ و هو الماء المهين فإنه من جملة ما ادعاه الاقتدار و العطاء و هو مجبول على العجز و البخل و هذه الصفات من صفات الأيدي فقيل له عند هذه الدعوى و رؤية نفسه في الاقتدار الظاهر منه و الجود و الكرم و العطاء طهر نفسك من هذه الصفات بنظرك ما جبلت عليه من الضعف و البخل يقول تعالى وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ و قال وَ إِذٰا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً و إذا نظر في هذا الأصل زكت نفسه و تطهر من الدعوى

(باب في عدد الضربات على الصعيد للمتيمم)

اختلف العلماء رضي اللّٰه عنهم في عدد الضربات على الصعيد للمتيمم فمن قائل واحدة و من قائل اثنتين و الذين قالوا اثنتين منهم من قال ضربة للوجه و ضربة لليدين و منهم من قال ضربتان لليدين و ضربتان للوجه و مذهبنا من ضرب واحدة أجزأت عنه و من ضرب اثنتين لا جناح عليه و حديث الضربة الواحدة أثبت فهو أحب إلي

(وصل اعتبار
الباطن في ذلك)

التوجه إلى ما تكون به هذه الطهارة فمن غلب التوحيد في الأفعال قال بالضربة الواحدة و من غلب حكمة السبب الذي وضعه اللّٰه و نسب سبحانه الفعل إليه مع تعريته عنه مثل قوله وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ فأثبت و نفى قال بالضربتين و من رأى ذلك في كل فعل قال بالضربتين لكل عضو و اللّٰه أعلم

(باب في إيصال التراب إلى أعضاء المتيمم)

اختلف العلماء رضي اللّٰه عنهم في ذلك فمن قائل بوجوبه و من قائل بأنه لا يجب و إنما يجب إيصال اليد إلى عضو المتيمم بعد ضربة الأرض بيده أو التراب و الظاهر الإيصال لقوله منه

(وصل اعتبار ذلك في الباطن)

إذا قلنا بتطهير النفس بالذلة التي هي أصلها من العزة التي ادعتها حين اكتسبتها لم يجب الإيصال فإن الذلة لو نقلناها إلى محل العزة لامتنع حصول الذلة في ذلك المحل لأن الذي في المحل أقوى في الدفع من الذي جاء يذهبه و لو شاركه في المحل لاجتمع الضدان و لم يكن أحدهما أولى بالإزالة من الآخر

[النفس مصروفة الوجه إلى حضرة العز]

و إنما الصحيح في ذلك أن النفس مصروفة الوجه إلى حضرة العز فاكتست من نور العزة ما أداها إلى ما ادعته فقيل لها اصرف وجهك إلى ذلتك و ضعفك الذي خلقت منه فإن بقيت عليك أنوار هذه العزة فأنت أنت فقام عندها إنه ربما يبقى عليها ذلك فلما صرفت وجهها إلى ذلتها و ضعفها زالت عنها أنوار العزة بالذات فافتقرت إلى بارئها و ذلت تحت سلطانه فلهذا قال من قال إنه لا يجب إيصال التراب إلى عضو التيمم و من قال إن كلمة من هنا للتبعيض و أنه لا بد من إيصال التراب إلى العضو قال إن الصفة لا تقوم بنفسها فلا بد لها ممن تقوم به و ليس إلا حقيقة الإنسان فلا بد أن تكون صفته الذلة و حينئذ تصح طهارته و هو قول من يقول بوجوب إيصال التراب إلى عضو التيمم

(باب فيما يصنع به هذه الطهارة)

اختلف العلماء فيما عدا التراب فمن قائل لا يجوز التيمم إلا بالتراب الخالص و من قائل يجوز بكل ما صعد على وجه الأرض من رمل و حصى و تراب و من قائل بمثل هذا و زاد و ما تولد من الأرض من نورة و زرنيخ و جص و طين و رخام و من قائل باشتراط كون التراب على وجه الأرض و من قائل بغبار الثوب و اللبن و أما مذهبنا فإنه يجوز التيمم بكل ما يكون في الأرض مما ينطلق عليه اسم الأرض فإذا فارق الأرض لم يجز من ذلك إلا لتراب خاصة

(وصل اعتبار
ذلك في الباطن)

قد تقدم أنه قد زال عنه بالانتقال اسم الأرض و سمي زرنيخا أو حجرا أو رملا أو ترابا و لما ورد النص باسم التراب في التيمم فوجدنا هذا الاسم يستصحبه مع الأرض و مع مفارقة الأرض و لم نجد غيره كذلك أوجبنا التيمم بالتراب سواء فارق الأرض أو لم يفارق و الأحكام الشرعية تابعة للأسماء و الأحوال و ينتقل الحكم بانتقال الاسم أو الحال

(باب في ناقض هذه الطهارة)

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست