responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 366

(وصل في اعتبار ذلك)

العالم كله كلمات اللّٰه في الوجود قال اللّٰه تعالى في حق عيسى عليه السلام وَ كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ و قال تعالى مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اللّٰهِ و قال تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ و الكلم جمع كلمة و يقول تعالى للشيء إذا أراده كُنْ فيكسو ذلك الشيء التكوين فَيَكُونُ فالوجود فيه رق منشور و العالم فيه كتاب مسطور :

بل هو مرقوم لأن له وجهين وجه يطلب العلو و الأسماء الإلهية و وجه يطلب السفل و هو الطبيعة فلهذا رجحنا اسم المرقوم على المسطور فكل وجه من المرقوم مسطور و في ذلك أقول

إن الكيان عجيب في تقلبه فيه لناظره نقش و تحبير
انظر إليه ترى ما فيه من بدع إذ كل وجه من المرقوم مسطور
أن الوجود لسر حار ناظره الكون مرتقم و الرق منشور

[الأعيان في الوجود كتاب مسطور]

فالأمر كما قلنا رق منشور و الأعيان فيه كتاب مسطور فهو كلمات اللّٰه التي لا تنفد فبيته معمور و سقفه مرفوع و حرمه ممنوع و أمره مسموع فأين يذهب هذا العبد و هو من جملة حروف هذا المصحف أَ غَيْرَ اللّٰهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ بَلْ إِيّٰاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مٰا تَدْعُونَ هل تدعون الشريك لعينه لا و اللّٰه إلا لكونه في اعتقادكم إلها فالله دعوتم لا تلك الصورة و لهذا أجيب دعاؤكم و الصورة لا تضر و لا تنفع

[و قضى ربك أي حكم لا أمر]

انظر في قوله قُلْ سَمُّوهُمْ فإن سموهم بهم فهم عينهم فلا يقولون في معبودهم حجر و لا شجر و لا كوكب ينحته بيده ثم يعبده فما عبد جوهره و الصورة من عمله و إن سموهم بالإله عرفت أن الإله عبدوا هذا تحقيق الأمر في نفسه و قد أشارت الآية الواردة في القرآن إلى ما ذهبنا إليه بقوله تعالى وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ فهو عندنا بمعنى حكم و عند من لا علم له من علماء الرسوم بالحقائق بمعنى أمر و بين المعنيين في التحقيق بون بعيد

[أعبد اللّٰه كأنك تراه هذا تقريب من هؤلاء الذين عبدوه]

و في

قول محمد صلى اللّٰه عليه و سلم معلما لنا أعبد اللّٰه كأنك تراه و

في حديث جبريل معه صلى اللّٰه عليه و سلم حين سأله عن الإحسان بحضور جماعة من الصحابة ما هو فقال صلى اللّٰه عليه و سلم أن تعبد اللّٰه كأنك تراه فجاء بكأن و قد علمت إن الخيال خزانة المحسوسات و أن الحق ليس بمحسوس لنا و ما نعقل منه إلا وجوده فجاء بكان لندخله تحت قوة البصر فنلحقه بالوهم بالمحسوسات فقربنا من هؤلاء الذين عبدوه فيما نحتوه

[شرف حرف التمثيل الذي هو كأن]

فتدبر ما أشرنا إليه فإن الأمر لا يكون إلا كما قرره الشارع فقرر في موضع ما أنكره في موضع آخر فالعالم منا أن يقرر ما قرره الحق في الموضع الذي قرره الحق و لينكر ما أنكره الحق في الموضع الذي أنكره الحق فما ثم إلا الايمان الصرف فلا تأخذ من سلطان عقلك إلا القبول فانظر ما أشرف حرف التمثيل الذي هو كان

كان سلطاننا فانظر له خبرا فإنه خبر عنها مع الخبر
كان حرف له في الكون سلطنة إن كنت تعلم أن العلم في النظر
هو الإمام الذي فيه نصرفه و لا يقاومه خلق من البشر

[القلب مصحف يحوي على كلام اللّٰه]

و لا شك أن أهل اللّٰه جعلوا القلب كالمصحف الذي يحوي على كلام اللّٰه كما إن القلب قد وسع الحق جل جلاله حين ضاق عنه السماء و الأرض فكما أمرنا بتنزيه القلب عن إن يكون فيه دنس من دخول الأغيار فيه و رأينا أن المصحف قد حوى على كلام اللّٰه و هو صفته و الصفة لا تفارق الموصوف فمن نزه الصفة نزه الموصوف و من راعى الدليل على أمر ما فقد راعى المدلول الذي هو ذلك الأمر فعلى كلا المذهبين ينبغي أن ينزه المصحف أن يمسه جنب

[النهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو]

و قد نهينا أن نسافر بالقرآن إلى أرض العدو فسمى المصحف قرآنا لظهوره فيه و ما نهى حملة القرآن عن السفر إلى أرض العدو و إن كان القرآن في أجوافهم محفوظا مثل ما هو في المصحف و ذلك لبطونه فيهم أ لا ترى النبي صلى اللّٰه عليه و سلم كان لا يحجزه شيء عن قراءة القرآن ليس الجنابة لظهور القرآن عند القراءة بالحروف التي ينطق بها التي أخبرنا الحق أنها كلامه تعالى فقال لنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ فتلاه عليه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم

[الجنب لا يمس المصحف و لا يقرأه]

فلا ينبغي للجنب و هو الغريب عما يستحقه الحق فإن البعد بالحقائق و الحدود ما يكون فيه قرب أبدا و بعد المسافة قد يقرب صاحبها من صاحبها الذي يريد قربه فكما لا يكون الرب عبدا كذلك لا يكون العبد ربا لأنه لنفسه هو عبد كما إن الرب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست