responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 365

المؤثر على المؤثر فيه بضرب من الوهب فلا يخلو المؤثر فيه أن يكون حاضرا عارفا بخصوص ذلك المؤثر من الأسماء الإلهية فلا يجب عليه الطهر أو لا يكون فيجب عليه الطهر و قد يعطي ذلك المؤثر نومة القلب ثم لا يخلو هذا الاسم الإلهي أن يؤثر علم كون من الأكوان أو علما يتعلق بالله و على الحالتين فإن رأى نفسه موطئا و لم يأخذ بالله كالصدقة تقع بيد الرحمن و إن أخذها السائل و اللّٰه المعطي فيكون سبحانه المعطي و الآخذ فلا طهارة عليه في الباطن

[بالحق تكون طهارة الأشياء]

فإن بالحق تكون طهارة الأشياء فإن غاب عن هذا الشهود و رأى نفسه أنه هو الآخذ ما أنزله اللّٰه على قلبه من العلوم وجبت عليه الطهارة من رؤية نفسه و كذلك إذا وطئ غيره بمسألة يعلمه إياها بالحال أو بالقول فإن كان عن حضور فلا طهارة عليه فإنه ما زال على طهارته و إن رأى نفسه في تعليمه غيره بالحال أو بالقول وجبت عليه الطهارة من رؤية نفسه لا بد من ذلك فإن رجال اللّٰه في هذه الطريق بالله يتحركون و به يسكنون عن مشاهدة و كشف و عامتهم عن حضور اعتقاد و إيمان بما ورد بأن الأمر بيده و أن نواصي عباده و كل دابة بيده

(باب في الصفة المعتبرة في كون خروج المني موجبا للاغتسال)

اختلفت العلماء في الصفة المعتبرة في كون خروج المني موجبا للاغتسال فمن قائل باعتبار اللذة و من قائل بنفس الخروج سواء كان عن لذة أو بغير لذة

(وصل)الاعتبار في هذا الباب

اللذة من الملتذ بها إما أن تكون نفسية أو إلهية فإن كانت نفسية طبيعية فقد وجب الغسل و إن كانت غير نفسية فلا يخلو ذلك العلم الذي هو بمنزلة الجنابة إما أن يتعلق بالله أو يتعلق بكون من الأكوان فإن تعلق بالله و لذته غير نفسية فلا طهر عليه و إن تعلق بالأكوان فعليه الطهر سواء التذ أو لم يلتذ و معنى قولنا اللذة الإلهية أعني لذة الكمال لا لذة الوارد و لذة الكمال في العبد أن يكون عبدا محضا لا يتصف بالغربة عن موطنه في باطنه و لو خلع عليه الحق من صفات السيادة ما شاء من حضرته لا يخرجه ذلك عن موطنه و إذا كان كذلك فما هو ذو جنابة إذ لا غربة عنده فإنه ما برح في موطنه و هو غاية الكمال و الطهارة معرفة للنقص

(باب في دخول الجنب المسجد)

فمن قائل بالمنع بإطلاق و من قائل بالمنع إلا لعابر فيه غير مقيم و من قائل بإباحة ذلك للجميع و به أقول

(وصل)
الاعتبار في ذلك

العارف من كونه عارفا لا يبرح عند اللّٰه دائما في الحديث جعلت لي الأرض كلها مسجدا و لا ينفك الجنب أن يكون في الأرض و إذا كان في الأرض فهو في المسجد العام المشروع الذي لا يتقيد بشروط المساجد المعلومة بالعرف

[العالم كله عابر مع الأنفاس أبدا]

ثم إن العارف بل العالم كله علوه و سفله لا تصح في حاله الإقامة له فهو عابر أبدا مع الأنفاس فالعلماء بالله يشاهدون هذا العبور و غير العلماء بالله يتخيلون أنهم مقيمون و الوجود على خلاف ذلك فإن الإله الموجد في كل نفس موجد يفعل فلا يعطل نفسا واحدا تتصف منه بالإقامة كما قال كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و قال تعالى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و

قال بيده الميزان يخفض و يرفع

[المتخلق مهما فنى عن التخلق فليس بمتخلق]

و من قال بالمنع من ذلك غلب عليه رؤية نفسه إنه ليس بمحل طاهر حيث لم يتخلق بالأسماء الإلهية و لو تخلق بها و لم يفن عن تخلقه عنده فما تخلق بها و عندنا إن المتخلق بالأسماء مهما فنى عن تخلقه بها فليس بمتخلق فإن المعنى بكونه متخلقا بها أي تقوم به كما يقوم الخلوق بالمتخلق به و قد يخلقه غيره فيكون عند ذلك مخلقا بالأخلاق الإلهية و ذلك أن العبد مأمور و الحق لا يأمر نفسه فالتخلق امتثال أمر اللّٰه بقوة اللّٰه و عونه

[من الأدب أن يرى المتخلق كونه متخلقا مكلفا]

فمن الأدب أن يرى المتخلق كونه متخلقا مكلفا و إن كان الحق سمعه و بصره أ ليس الحق قد أثبت عين عبده بالضمير في سمعه و بصره فأين يذهب هذا العبد و العين موجودة و غايته إن يكون صورة في هيولى الوجود المطلق مقيدة و ليس له بعد هذا مرتبة إلا العدم و العدم لا يقبل الصورة فافهم انتهى الجزء الثالث و الثلاثون

(باب مس الجنب المصحف)

(بسم اللّٰه الرحمن الرحيم) اختلف علماء الشريعة في مس الجنب المصحف فذهب قوم إلى إجازة مس الجنب المصحف و منع قوم من ذلك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست