responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 322

عَلَى الْأَفْئِدَةِ و هي التي قلنا فيها

النار ناران نار كلها لهب و نار معنى على الأرواح تطلع
و هي التي ما لها سفع و لا لهب لكن لها ألم في القلب ينطبع

[من نعيم جنات الاختصاص]

و كذلك أهل الجنة يعطيهم اللّٰه من الأماني و النعيم المتوهم فوق ما هم عليه فما هو إلا أن الشخص منهم يتوهم ذلك أو يتمناه فيكون فيه بحسب ما يتوهمه إن تمناه معنى كان معنى أو توهمه حسا كان محسوسا أي ذلك كان و ذلك النعيم من جنات الاختصاص و نعيمها و هو جزاء لمن كان يتوهم هنا و يتمنى أن لو قدر و تمكن أن يكون ممن لا يعصي اللّٰه طرفة عين و أن يكون من أهل طاعته و أن يلحق بالصالحين من عباده و لكن قصرت به العناية في الدنيا فيعطي هذا التمني في الجنة فيكون له ما تمناه و توهمه و أراحه اللّٰه في الدنيا من تلك الأعمال الشاقة و لحق في الآخرة بأصحاب تلك الأعمال في الدرجات العلى و

قد ثبت عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الرجل الذي لا قوة له و لا مال له فيرى رب المال الموفق يتصدق و يعطي في فك الرقاب و يوسع على الناس و يصل الرحم و يبني المساجد و يعمل أعمالا لا يمكن أن يصل إليها إلا رب المال و يرى أيضا من هو أجلد منه على العبادات التي ليس في قوة جسمه أن يقوم بها و يتمنى أنه لو كان له مثل صاحبه من المال و القوة لعمل مثل عمله قال صلى اللّٰه عليه و سلم فهما في الأجر سواء و معنى ذلك أنه يعطي في الجنة مثل ذلك التمني من النعيم الذي أنتجته تلك الأعمال فيكون له ما تمنى و هو أقوى في اللذة و التنعم مما لو وجده في الجنة قبل هذا التمني فلما انفعل عن تمنيه كان النعيم به أعلى فمن جنات الاختصاص ما يخلق اللّٰه له من همته و تمنيه فهو اختصاص عن عمل معقول متوهم و تمن لم يكن له وجود ثمرة في الدنيا و هو الذي عنينا بالاختصاص في قولنا

مراتب الجنة مقسومة ما بين أعمال و بين اختصاص
فيا أولي الألباب سبقا على نجب من أعمالكم لا مناص
إن بلي لم تعط أطفالنا من أثر الأعمال غير الخلاص
لأنه لم يك شرعا لهم فهو اختصاص ما لديه انتقاص
فأردنا بالاختصاص الثاني ما لا يكون عن تمن و لا توهم و أردنا بالاختصاص الأول ما يكون عن تمن و توهم الذي هو جزاء عن تمن و توهم في الدنيا

[الأماني المذمومة]

و أما الأماني المذمومة فهي التي لا يكون لها ثمرة و لكن صاحبها يتنعم بها في الحال كما قيل

أماني إن تحصل تكن أحسن المنى و إلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
و لكن تكون حسرة في المال و فيها قال اللّٰه تعالى وَ غَرَّتْكُمُ الْأَمٰانِيُّ حَتّٰى جٰاءَ أَمْرُ اللّٰهِ و فيها يقال أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً لأنه لا مفاضلة بين الخير و الشر فما كان خير أصحاب الجنة أفضل و أحسن إلا من كونه واقعا وجوديا محسوسا فهو أفضل من الخير الذي كان الكافر يتوهمه في الدنيا و يظن أنه يصل إليه بكفره لجهله فلهذا قال فيه خير و أحسن اللّٰه فأتى بنية المفاضلة و هي أفعل من كذا فافهم هذا المعنى وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب السادس و الستون في معرفة سر الشريعة ظاهرا و باطنا و أي اسم إلهي أوجدها)



طلب الجليل من الجليل جلالا فأبى الجليل يشاهد الإجلالا
لما رأى عز الإله و جوده عبد الإله يصاحب الإدلالا
و قد اطمأن بنفسه متعززا متجبرا متكبرا مختالا
أنهى إليه شريعة معصومة فأذله سلطانها إذلالا
نادى العبيد بفاقة و بذلة يا من تبارك جده و تعالى

[الأسماء الإلهية لسان حال تعطيها الحقائق]

قال اللّٰه عز و جل قُلْ لَوْ كٰانَ فِي الْأَرْضِ مَلاٰئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنٰا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمٰاءِ مَلَكاً رَسُولاً و قال تعالى وَ مٰا كُنّٰا مُعَذِّبِينَ حَتّٰى نَبْعَثَ رَسُولاً فاعلم إن الأسماء الإلهية لسان حال تعطيها الحقائق فاجعل بالك لما تسمع و لا تتوهم الكثرة و لا الاجتماع الوجودي و إنما أورد في هذا الباب ترتيب حقائق معقولة كثيرة من جهة النسب لا من جهة وجود عيني فإن ذات الحق واحدة من حيث ما هي ذات ثم إنه لما علمنا من وجودنا و افتقارنا و إمكاننا أنه لا بد لنا من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست