responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 323

مرجح نستند إليه و أن ذلك المستند لا بد أن يطلب وجودنا منه نسبا مختلفة كنى الشارع عنها بالأسماء الحسنى فسمى بها من كونه متكلما في مرتبة وجوبية وجوده الإلهي الذي لا يصح أن يشارك فيه فإنه إله واحد لا إله غيره

[اجتماع الأسماء في حضرة المسمى و ظهور أحكامها]

فأقول بعد هذا التقرير في ابتداء هذا الأمر و التأثير و الترجيح في العالم الممكن إن الأسماء اجتمعت بحضرة المسمى و نظرت في حقائقها و معانيها فطلبت ظهور أحكامها حتى تتميز أعيانها بآثارها فإن الخالق الذي هو المقدر و العالم و المدبر و المفصل و الباري و المصور و الرزاق و المحيي و المميت و الوارث و الشكور و جميع الأسماء الإلهية نظروا في ذواتهم و لم يروا مخلوقا و لا مدبرا و لا مفصلا و لا مصورا و لا مرزوقا فقالوا كيف العمل حتى تظهر هذه الأعيان التي تظهر أحكامنا فيها فيظهر سلطاننا فلجأت الأسماء الإلهية التي تطلبها بعض حقائق العالم بعد ظهور عينه إلى الاسم الباري فقالوا له عسى توجد هذه الأعيان لتظهر أحكامنا و يثبت سلطاننا إذ الحضرة التي نحن فيها لا تقبل تأثيرنا فقال الباري ذلك راجع إلى الاسم القادر فإني تحت حيطته

[الممكنات في حال عدمها و كيفية ظهور أعيانها]

و كان أصل هذا أن الممكنات في حال عدمها سألت الأسماء الإلهية سؤال حال ذلة و افتقار و قالت لها إن العدم قد أعمانا عن إدراك بعضنا بعضا و عن معرفة ما يجب لكم من الحق علينا فلو أنكم أظهرتم أعياننا و كسوتمونا حلة الوجود أنعمتم علينا بذلك و قمنا بما ينبغي لكم من الإجلال و التعظيم و أنتم أيضا كانت السلطنة تصح لكم في ظهورنا بالفعل و اليوم أنتم علينا سلاطين بالقوة و الصلاحية فهذا الذي نطلبه منكم هو في حقكم أكثر منه في حقنا فقالت الأسماء إن هذا الذي ذكرته الممكنات صحيح فتحركوا في طلب ذلك فلما لجئوا إلى الاسم القادر قال القادر أنا تحت حيطة المريد فلا أوجد عينا منكم إلا باختصاصه و لا يمكنني الممكن من نفسه إلا أن يأتيه أمر الآمر من ربه فإذا أمره بالتكوين و قال له كن مكنني من نفسه و تعلقت بإيجاده فكونته من حينه فالجئوا إلى الاسم المريد عسى أنه يرجح و يخصص جانب الوجود على جانب العدم فحينئذ نجتمع أنا و الآمر و المتكلم و نوجدكم فلجئوا إلى الاسم المريد فقالوا له إن الاسم القادر سألناه في إيجاد أعياننا فأوقف أمر ذلك عليك فما ترسم فقال المريد صدق القادر و لكن ما عندي خبر ما حكم الاسم العالم فيكم هل سبق علمه بإيجادكم فنخصص أو لم يسبق فإنا تحت حيطة الاسم العالم فسيروا إليه و اذكروا له قضيتكم فساروا إلى الاسم العالم و ذكروا ما قاله الاسم المريد فقال العالم صدق المريد و قد سبق علمي بإيجادكم و لكن الأدب أولى فإن لنا حضرة مهيمنة علينا و هي الاسم اللّٰه فلا بد من حضورنا عنده فإنها حضرة الجمع فاجتمعت الأسماء كلها في حضرة اللّٰه فقال ما بالكم فذكروا له الخبر فقال أنا اسم جامع لحقائقكم و إني دليل على مسمى و هو ذات مقدسة له نعوت الكمال و التنزيه فقفوا حتى أدخل على مدلولي فدخل على مدلوله فقال له ما قالته الممكنات و ما تحاورت فيه الأسماء فقال اخرج و قل لكل واحد من الأسماء يتعلق بما تقتضيه حقيقته في الممكنات فإني الواحد لنفسي من حيث نفسي و الممكنات إنما تطلب مرتبتي و تطلبها مرتبتي و الأسماء إلهية كلها للمرتبة لا لي إلا الواحد خاصة فهو اسم خصيص بي لا يشاركني في حقيقته من كل وجه أحد لا من و الأسماء و لا من المراتب و لا من الممكنات

[الميزان المعلوم و الحد المرسوم و الإمام المعصوم]

فخرج الاسم اللّٰه و معه الاسم المتكلم يترجم عنه للممكنات و الأسماء فذكر لهم ما ذكره المسمى فتعلق العالم و المريد و القائل و القادر فظهر الممكن الأول من الممكنات بتخصيص المريد و حكم العالم فلما ظهرت الأعيان و الآثار في الأكوان و تسلط بعضها على بعض و قهر بعضها بعضا بحسب ما تستند إليه من الأسماء فادى إلى منازعة و خصام فقالوا إنا نخاف علينا أن يفسد نظامنا و نلحق بالعدم الذي كنا فيه فنبهت الممكنات الأسماء بما ألقى إليها الاسم العليم و المدبر و قالوا أنتم أيها الأسماء لو كان حكمكم على ميزان معلوم و حد مرسوم بإمام ترجعون إليه يحفظ علينا وجودنا و نحفظ عليكم تأثيراتكم فينا لكان أصلح لنا و لكم فالجئوا إلى اللّٰه عسى يقدم من يحد لكم حدا تقفون عنده و إلا هلكنا و تعطلتم فقالوا هذا عين المصلحة و عين الرأي ففعلوا ذلك فقالوا إن الاسم المدبر هو ينهي أمركم فانهوا إلى المدبر الأمر فقال أنا لها فدخل و خرج بأمر الحق إلى الاسم الرب و قال له افعل ما تقتضيه المصلحة في بقاء أعيان هذه الممكنات فاتخذ وزيرين يعينانه على ما أمر به الوزير الواحد الاسم المدبر و الوزير الآخر المفصل قال تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ الذي هو الإمام فانظر ما أحكم كلام اللّٰه تعالى حيث جاء بلفظ مطابق للحال الذي ينبغي أن يكون الأمر عليه

[السياسة الحكمية و النواميس الوضعية]

فحد الاسم الرب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست