responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 309

و تنبيها ليقول كرمك و لقد سمعت شيخنا الشنختة يقول يوما و هو يبكي يا قوم لا تفعلوا بكرمه أخرجنا و لم نكن شيئا و علمنا ما لم نكن نعلم و امتن علينا ابتداء بالإيمان به و بكتبه و رسله و نحن لا نعقل أ فتراه يعذبنا بعد أن عقلنا و آمنا حاشى كرمه سبحانه من ذلك فأبكاني بكاء فرح و بكى الحاضرون ثم نرجع و نقول فيقول الحق في ذلك النداء أين الذين كانت تَتَجٰافىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ فيؤتى بهم إلى الجنة ثم يسمعون من قبل الحق نداء ثانيا لا أدري هل ذلك نداء الحق بنفسه أو نداء عن أمر الحق أين الذين كانوا لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ وَ إِقٰامِ الصَّلاٰةِ وَ إِيتٰاءِ الزَّكٰاةِ يَخٰافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللّٰهُ أَحْسَنَ مٰا عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ و تلك الزيادة كما قلنا من جنات الاختصاص فيؤمر بهم إلى الجنة ثم يسمعون نداء ثالثا لا أدري هل هو نداء الحق بنفسه أو نداء عن أمر الحق يا أهل الموقف ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم أين الذين صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ لِيَجْزِيَ اللّٰهُ الصّٰادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ فيؤمر بهم إلى الجنة

[العنق المستشرف من النار و نداءاته الثلاث يوم الموقف]

فبعد هذا النداء يخرج عنق من النار فإذا أشرف على الخلائق و له عينان و لسان فصيح يقول يا أهل الموقف إني وكلت منكم بثلاث كما كان النداء الأول ثلاث مرات لثلاث طوائف من أهل السعادة و هذا كله قبل الحساب و الناس وقوف قد ألجمهم العرق و اشتد الخوف و تصدعت القلوب لهول المطلع فيقول ذلك العنق المستشرف من النار عليهم إني وكلت بكل جبار عنيد فيلقطهم من بين الصفوف كما يلقط الطائر حب السمسم فإذا لم يترك أحدا منهم في الموقف نادى نداء ثانيا يا أهل الموقف إني وكلت بمن آذى اللّٰه و رسوله فيلقطهم كما يلقط الطائر حب السمسم من بين الخلائق فإذا لم يترك منهم أحد نادى ثالثة يا أهل الموقف إني وكلت بمن ذهب يخلق كخلق اللّٰه فيلقط أهل التصاوير و هم الذين يصورون صورا في الكنائس لتعبد تلك الصور و الذين يصورون الأصنام و هو قوله تعالى أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ فكانوا ينحتون لهم الأخشاب و الأحجار ليعبدوها من دون اللّٰه فهؤلاء هم المصورون فيلقطهم من بين الصفوف كما يلقط الطير حب السمسم فإذا أخذهم اللّٰه عن آخرهم بقي الناس و فيهم المصورون الذين لا يقصدون بتصويرهم ما قصدها أولئك من عباداتها حتى يسألوا عنها لينفخوا فيها أرواحا تحيا بها و ليسوا بنافخين كما

ورد في الخبر في المصورين فيقفون ما شاء اللّٰه ينتظرون ما فعل اللّٰه بهم و العرق قد ألجمهم

[مواقف القيامة الخمسون]

فحدثنا شيخنا القصار بمكة سنة تسع و تسعين و خمسمائة تجاه الركن اليماني من الكعبة المعظمة و هو يونس ابن يحيى بن الحسين بن أبي البركات الهاشمي العباسي من لفظه و أنا أسمع قال حدثنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي قال حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر المعروف بابن الخياط المغربي قال قرئ على أبي سهل محمود بن عمر بن إسحاق العكبري و أنا أسمع قيل له حدثكم رضي اللّٰه عنكم أبو بكر محمد بن الحسن النقاش فقال نعم حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الطبري المروزي قال حدثنا محمد بن حميد الرازي أبو عبد اللّٰه قال حدثنا سلمة بن صالح قال أنا القاسم بن الحكم عن سلام الطويل عن غياث بن المسيب عن عبد الرحمن بن غنم و زيد بن وهب عن عبد اللّٰه بن مسعود قال كنت جالسا عند علي بن أبي طالب رضي اللّٰه عنه و عنده عبد اللّٰه بن عباس رضي اللّٰه عنه و حوله عدة من أصحاب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فقال علي رضي اللّٰه عنه قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن في القيامة لخمسين موقفا كل موقف منها ألف سنة فأول موقف إذا خرج الناس من قبورهم يقومون على أبواب قبورهم ألف سنة عراة حفاة جياعا عطاشا فمن خرج من قبره مؤمنا بربه مؤمنا بنبيه مؤمنا بجنته و ناره مؤمنا بالبعث و القيامة مؤمنا بالقضاء و القدر خيره و شره مصدقا بما جاء به محمد صلى اللّٰه عليه و سلم من عند ربه نجا و فاز و غنم و سعد و من شك في شيء من هذا بقي في جوعه و عطشه و غمه و كربه ألف سنة حتى يقضي اللّٰه فيه بما يشاء

[السوق إلى سرادقات الحساب العشرة]

ثم يساقون من ذلك المقام إلى المحشر فيقفون على أرجلهم ألف عام في سرادقات النيران في حر الشمس و النار عن أيمانهم و النار عن شمائلهم و النار من بين أيديهم و النار من خلفهم و الشمس من فوق رءوسهم و لا ظل إلا ظل العرش فمن لقي اللّٰه تبارك و تعالى شاهدا له بالإخلاص مقرا بنبيه صلى اللّٰه عليه و سلم بريئا من الشرك و من السحر و بريئا من إهراق دماء المسلمين ناصحا لله و لرسوله محبا لمن أطاع اللّٰه و رسوله مبغضا لمن عصى اللّٰه و رسوله استظل تحت ظل عرش

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست