responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 310

الرحمن و نجا من غمه و من حاد عن ذلك و وقع في شيء من هذه الذنوب بكلمة واحدة أو تغير قلبه أو شك في شيء من دينه بقي ألف سنة في الحر و الهم و العذاب حتى يقضي اللّٰه فيه بما يشاء

[السوق إلى النور و الظلمة]

ثم يساق الخلق إلى النور و الظلمة فيقيمون في تلك الظلمة ألف عام فمن لقي اللّٰه تبارك و تعالى لم يشرك به شيئا و لم يدخل في قلبه شيء من النفاق و لم يشك في شيء من أمر دينه و أعطى الحق من نفسه و قال الحق و أنصف الناس من نفسه و أطاع اللّٰه في السر و العلانية و رضي بقضاء اللّٰه و قنع بما أعطاه اللّٰه خرج من الظلمة إلى النور في مقدار طرفة العين مبيضا وجهه قد نجا من الغموم كلها و من خالف في شيء منها بقي في الغم و الهم ألف سنة ثم خرج منها مسودا وجهه و هو في مشيئة اللّٰه يفعل به ما يشاء

[السوق إلى سرادقات الحساب العشرة]

ثم يساق الخلق إلى سرادقات الحساب و هي عشر سرادقات يقفون في كل سرادق منها ألف سنة فيسأل ابن آدم عند أول سرادق منها عن المحارم فإن لم يكن وقع في شيء منها جاز إلى السرادق الثاني فيسأل عن الأهواء فإن كان نجا منها جاز إلى السرادق الثالث فيسأل عن عقوق الوالدين فإن لم يكن عاقا جاز إلى السرادق الرابع فيسأل عن حقوق من فوض اللّٰه إليه أمورهم و عن تعليمهم القرآن و عن أمر دينهم و تأديبهم فإن كان قد فعل جاز إلى السرادق الخامس فيسأل عما ملكت يمينه فإن كان محسنا إليهم جاز إلى السرادق السادس فيسأل عن حق قرابته فإن كان قد أدى حقوقهم جاز إلى السرادق السابع فيسأل عن صلة الرحم فإن كان وصولا لرحمه جاز إلى السرادق الثامن فيسأل عن الحسد فإن كان لم يكن حاسدا جاز إلى السرادق التاسع فيسأل عن المكر فإن لم يكن مكر بأحد جاز إلى السرادق العاشر فيسأل عن الخديعة فإن لم يكن خدع أحدا نجا و نزل في ظل عرش اللّٰه تعالى قارة عينه فرحا قلبه ضاحكا فوه و إن كان قد وقع في شيء من هذه الخصال بقي في كل موقف منها ألف عام جائعا عطشانا حزنا مغموما مهموما لا ينفعه شفاعة شافع

[المحشر و مواقفه الخمسة عشر]

ثم يحشرون إلى أخذ كتبهم بإيمانهم و شمائلهم فيحبسون عند ذلك في خمسة عشر موقفا كل موقف منها ألف سنة فيسألون في أول موقف منها عن الصدقات و ما فرض اللّٰه عليهم في أموالهم فمن أداها كاملة جاز إلى الموقف الثاني فيسأل عن قول الحق و العفو عن الناس فمن عفا عفا اللّٰه عنه و جاز إلى الموقف الثالث فيسأل عن الأمر بالمعروف فإن كان آمرا بالمعروف جاز إلى الموقف الرابع فيسأل عن النهي عن المنكر فإن كان ناهيا عن المنكر جاز إلى الموقف الخامس فيسأل عن حسن الخلق فإن كان حسن الخلق جاز إلى الموقف السادس فيسأل عن الحب في اللّٰه و البغض في اللّٰه فإن كان محبا في اللّٰه مبغضا في اللّٰه جاز إلى الموقف السابع فيسأل عن مال الحرام فإن لم يكن أخذ شيئا جاز إلى الموقف الثامن فيسأل عن شرب الخمر فإن لم يكن شرب من الخمر شيئا جاز إلى الموقف التاسع فيسأل عن الفروج الحرام فإن لم يكن أتاها جاز إلى الموقف العاشر فيسأل عن قول الزور فإن لم يكن قاله جاز إلى الموقف الحادي عشر فيسأل عن الايمان الكاذبة فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثاني عشر فيسأل عن أكل الربا فإن لم يكن أكله جاز إلى الموقف الثالث عشر فيسأل عن قذف المحصنات فإن لم يكن قذف المحصنات أو افترى على أحد جاز إلى الموقف الرابع عشر فيسأل عن شهادة الزور فإن لم يكن شهدها جاز إلى الموقف الخامس عشر فيسأل عن البهتان فإن لم يكن بهت مسلما مر فنزل تحت لواء الحمد و أعطى كتابه بيمينه و نجا من غم الكتاب و هو له و حوسب حِسٰاباً يَسِيراً و إن كان قد وقع في شيء من هذه الذنوب ثم خرج من الدنيا غير تائب من ذلك بقي في كل موقف من هذه الخمسة عشر موقفا ألف سنة في الغم و الهول و الهم و الحزن و الجوع و العطش حتى يقضي اللّٰه عز و جل فيه بما يشاء

[أخذ الكتب بالأيمان و الشمائل و قراءتها]

ثم يقام الناس في قراءة كتبهم ألف عام فمن كان سخيا قد قدم ماله ليوم فقره و حاجته و فاقته قرأ كتابه و هون عليه قراءته و كسي من ثياب الجنة و توج من تيجان الجنة و أقعد تحت ظل عرش الرحمن آمنا مطمئنا و إن كان بخيلا لم يقدم ماله ليوم فقره و فاقته أعطى كِتٰابَهُ بِشِمٰالِهِ و يقطع له من مقطعات النيران يقاوم على رءوس الخلائق ألف عام في الجوع و العطش و العرى و الهم و الغم و الحزن و الفضيحة حتى يقضي اللّٰه عز و جل فيه بما يشاء

[الحشر إلى الميزان]

ثم يحشر الناس إلى الميزان فيقومون عند الميزان ألف عام فمن رجح ميزانه بحسناته فاز و نجا في طرفة عين و من خف ميزانه من حسناته و ثقلت سيئاته حبس عند الميزان ألف عام في الغم و الهم و الحزن و العذاب و الجوع و العطش حتى يقضي اللّٰه فيه بما يشاء

[الوقوف بين يدي اللّٰه في اثني عشر موقفا]

ثم يدعي بالخلق إلى الموقف بين يدي اللّٰه في اثني عشر موقفا كل موقف منها مقدار ألف عام فيسأل في أول موقف عن عتق الرقاب

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست