responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 192

فإن الاستفعال أشد في المبالغة من الأفعال و أين الاستخراج من الإخراج و لهذا يطلب الكون من اللّٰه العون في أفعاله و يستحيل على اللّٰه أن يستعين بمخلوق قال تعالى تعليما لنا أن نقول وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ من هذا الباب فلهذا قال في هذا الباب صل فقد نويت وصالك فقد قدم الإرادة منه لذلك فقال صل فإذا تعملت في الوصلة فذلك عين وصلته بك فلذلك جعلها نية لا عملا

[2-القرب الإلهي الخاص و العام]

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول اللّٰه تعالى من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا و هذا قرب مخصوص يرجع إلى ما تتقرب إليه سبحانه به من الأعمال و الأحوال فإن القرب العام قوله تعالى وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ فضاعف القرب بالذراع فإن الذراع ضعف للبشر أي قوله صل هو قرب ثم تقريب إليه شبرا فتبدي لك إنك ما تقربت إليه إلا به لأنه لو لا ما دعاك و بين لك طريق القربة و أخذ بناصيتك فيها ما تمكن لك أن تعرف الطريق التي تقرب منه ما هي و لو عرفنها لم يكن لك حول و لا قوة إلا به و لما كان القرب بالسلوك و السفر إليه لذلك كان من صفته النور لنهتدي به في الطريق كما قال تعالى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهٰا فِي ظُلُمٰاتِ الْبَرِّ و هو السلوك الظاهر بالأعمال البدنية وَ الْبَحْرِ و هو السلوك الباطن المعنوي بالأعمال النفسية فأصحاب هذا الباب معارفهم مكتسبة لا موهوبة و أكلهم من تحت أقدامهم أي من كسبهم لها و اجتهادهم في تحصيلها و لو لا ما أرادهم الحق لذلك ما وفقهم و لا استعملهم حين طرد غيرهم بالمعنى و دعاهم بالأمر فحرمهم الوصول بحرمانه إياهم استعمال الأسباب التي جعلها طريقا إلى الوصول من حضرة القرب و لذلك بشرهم فقال صل فقد نويت وصالك فسبقت لهم العناية فسلكوا

[3-لباس النعلين في الصلاة]

و هم الذين أمرهم اللّٰه بلباس النعلين في الصلاة إذ كان القاعد لا يلبس النعلين و إنما وضعت للماشي فيها فدل إن المصلي يمشي في صلاته و مناجاة ربه في الآيات التي يناجيه فيها منزلا منزلا كل آية منزل و حال فقال لهم يٰا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قال الصاحب لما نزلت هذه الآية أمرنا فيها بالصلاة في النعلين فكان ذلك تنبيها من اللّٰه تعالى للمصلي أنه يمشي على منازل ما يتلوه في صلاته من سور القرآن إذ كانت السور هي المنازل لغة قال النابغة

أ لم تر أن اللّٰه أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
أراد منزلة و قيل لموسى ع فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ أي قد وصلت المنزل فإنه كلمة اللّٰه بغير واسطة بكلامه سبحانه بلا ترجمان و لذلك أكده في التعريف لنا بالمصدر فقال تعالى وَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً

[4-خلع النعلين لمن وصل و منازل الصلاة]

و من وصل إلى المنزل خلع نعليه فبانت رتبة المصلي بالنعلين و ما معنى المناجاة في الصلاة و إنها ليست بمعنى الكلام الذي حصل لموسى ع فإنه قال في المصلي يناجي و المناجاة فعل فاعلين فلا بد من لباس النعلين إذ كان المصلي مترددا بين حقيقتين و التردد بين أمرين يعطي المشي بينهما بالمعنى دل عليه باللفظ لباس النعلين و دل عليه

قول اللّٰه تعالى بترجمة النبي صلى اللّٰه عليه و سلم عنه قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل ثم قال يقول العبد اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ فوصفه إن العبد مع نفسه في قوله اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ يسمع خالقه و مناجيه ثم يرحل العبد من منزل قوله إلى منزل سمعه ليسمع ما يجيبه الحق تعالى على قوله و هذا هو السفر فلهذا لبس نعليه ليسلك بهما الطريق الذي بين هذين المنزلين فإذا رحل إلى منزل سمعه سمع الحق يقول له حمدني عبدي فيرحل من منزل سمعه إلى منزل قوله فيقول اَلرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ فإذا فرغ رحل إلى منزل سمعه فإذا نزل سمع الحق تعالى يقول له أثنى على عبدي فلا يزال مترددا في مناجاته قولا ثم له رحلة أخرى من حال قيامه في الصلاة إلى حال ركوعه فيرحل من صفة القيومية إلى صفة العظمة فيقول سبحان ربي العظيم و بحمده ثم يرفع و هو رحلته من مقام التعظيم إلى مقام النيابة فيقول سمع اللّٰه لمن حمده

قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد فلهذا جعلنا الرفع من الركوع نيابة عن الحق و رجوعا إلى القيومية فإذا سجد اندرجت العظمة في الرفعة الإلهية فيقول الساجد سبحان ربي الأعلى و بحمده فإن السجود يناقض العلو فإذا خلص العلو لله ثم رفع رأسه من السجود و استوى جالسا و هو قوله اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ فيقول رب اغفر لي و ارحمني و اهدني و ارزقني و اجبرني و عافني و اعف عني

[5-المصلي مسافر من حال إلى حال]

فهذه كلها

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست