responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 116

عذاب عظيم فما فهموا ما العذاب لاتحاد الصفة عندهم فأوجد لهم عالم الكون و الفساد و حينئذ علمهم جميع الأسماء و أنزلهم على العرش الرحماني و فيه عذابهم و قد كانوا مخبوءين عنده في خزائن غيوبه فلما أبصرتهم الملائكة خرت سجودا لهم فعلموهم الأسماء فأما أبو يزيد فلم يستطع الاستواء و لا أطاق العذاب فصعق من حينه فقال تعالى ردوا على حبيبي فإنه لا صبر له عني فحجب بالشوق و المخاطبة و بقي الكفار فنزلوا من العرش إلى الكرسي فبدت لهم القدمان فنزلوا عليهما في الثلث للباقي من ليلة هذه النشأة الجسمية إلى سماء الدنيا النفسي فخاطبوا أهل الثقل الذين لا يقدرون على العروج هل من داع فيستجاب له هل من تائب فيتاب عليه هل من مستغفر فيغفر له حتى ينصدع الفجر فإذا انصدع ظهر الروح العقلي النوري فرجعوا من حيث جاءوا قال صلى اللّٰه عليه و سلم من كان مواصلا فليواصل حتى السحر فذلك أوان بعثر ما في القبور فكل عبد لم يحذر مكر اللّٰه فهو مخدوع فافهم

(فصل) [في تأويل قوله تعالى و من الناس]

وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ مٰا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ مٰا يَخْدَعُونَ إِلاّٰ أَنْفُسَهُمْ وَ مٰا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ بِمٰا كٰانُوا يَكْذِبُونَ أبدع اللّٰه المبدعات و تجلى بلسان الأحدية في الربوبية فقال أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ و المخاطب في غاية الصفاء فقال بَلىٰ فكان كمثل الصدا فإنهم أجابوه به فإن الوجود المحدث خيال منصوب و هذا الإشهاد كان إشهاد رحمة لأنه ما قال لهم وحدي إبقاء عليهم لما علم من أنهم يشركون به بما فيهم من الحظ الطبيعي و بما فيهم من قبول الاقتدار الإلهي و ما يعلمه إلا قليل فلما برزت صور العالم من العلم الأزلي إلى العين الأبدي من وراء ستارة الغيرة و العزة بعد ما أسرج السرج و أنار بيت الوجود و بقي هو في ظلمة الغيوب فشوهدت الصور متحركة ناطقة بلغات مختلفات و الصور تنبعث من الظلمة فإذا انقضى زمانها عادت إلى الظلمة و هكذا حتى السحر فأراد الفطن أن يقف على حقيقة ما شاهده بصره فإن للحس أغاليط فقرب من الستارة فرأى نطقها غيبا فيها فعلم إن ثم سرا عجيبا فوقف عليه من نفسه فعرفه و عرف الرسول و ما جاء به من وظائف التكليف فأول وظيفة كلمة التوحيد فأقر الكل بها فما جحد أحد الصانع و اختلفت عباراتهم عليه فابتلاهم بأن خاطبهم بلسان الشرك شهادة الرسول فوقع الإنكار باختصاص الجنس فتفرق أهل الإنكار على طريقين فمنهم من نظر في الظواهر فلم ير تفضيلا في شيء ظاهر فأنكر و منهم من نظر باطنا عقلا فرأى الاشتراك في المعقولات و نسي الاختصاص فأنكر فأرسله بالسيف ف‌ قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ من الموت و داخلهم الشك على قدر نظرهم فمنهم من استمر على نفي كلمة الإشراك قطعا فذلك كافر و منهم من استمر عليها مشاهدة فذلك عالم بالله و منهم من استمر على ثبتها نظرا فذلك عارف بالله و منهم من استمر على ثبتها اعتقادا فتلك العامة و منهم من خاف القتل فلفظ و لم يعتقد فنادى عليه لسان الحق فقال وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ظاهرا وَ مٰا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ باطنا يُخٰادِعُونَ اللّٰهَ بلزوم الدعوى و بجهلهم القائم بهم بأن اللّٰه لا يعلم و أني أرد أعمالهم عليهم وَ مٰا يَشْعُرُونَ اليوم بذلك فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ شك مما جاءهم به رسولي فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً شكا و حجابا وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ يوم القيامة و هم فيه بما كانوا يكذبون مما حققنا لديهم و لم تسبق لهم عناية في اللوح القاضي

(وصل) [المنافقون:من طريق الأسرار]

وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ لاٰ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قٰالُوا إِنَّمٰا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لٰكِنْ لاٰ يَشْعُرُونَ لما أكمل الوجود بثمانية برز في ميدان التنعم فارس الدعوى فلم يكن في جيش وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّٰا من يبرز إليه فملك الكل و صبوا إليه و إلى دينه باطنا فعوقبوا بطلب الإقرار و إلا قتلوا فأقروا لفظا فحصل لهم العذاب الأليم دنيا و آخرة ف‌ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ لاٰ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ أرض الأشباح قٰالُوا من خيالهم إِنَّمٰا نَحْنُ مُصْلِحُونَ فقال اللّٰه تعالى أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ عندنا و عندهم إذ لم يستمتعوا بها على ما يريدون وَ لٰكِنْ لاٰ يَشْعُرُونَ باتحاد الأشياء و لو شعروا ما آمنوا و لا كفروا

(وصل) [المنافقون:من طريق الأسرار]

وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمٰا آمَنَ النّٰاسُ قٰالُوا أَ نُؤْمِنُ كَمٰا آمَنَ السُّفَهٰاءُ أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهٰاءُ وَ لٰكِنْ لاٰ يَعْلَمُونَ و ذلك أنهم لما انتظموا في سلك الأغيار أتاهم النداء أن يقفوا على منازل الشهداء فسمعوا الخطاب في الأينية آمنوا كما آمن الناس فحجبوا عن أخذ العهد بعهد الحس و الداعي الجنسي و أصمهم ذلك وَ أَعْمىٰ أَبْصٰارَهُمْ و أغطش ليل جهالتهم فقالوا أَ نُؤْمِنُ كَمٰا آمَنَ السُّفَهٰاءُ لما عدل

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست