responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 117

بهم عن طريق التقديس و وقفوا مع الهوى قال اللّٰه لنا أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهٰاءُ الأحلام لما ملكتهم الأهواء و حجبوا عن الالتذاذ بسماع وقع الرذاذ على الأفلاذ بالطور وَ لٰكِنْ لاٰ يَعْلَمُونَ ليتميز العالي ممن هو دونه و إلا فأية فائدة لقوله لشيء إذا أراده أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ذلك الشيء إلا إيجاد الأشياء على أحسن قانون فسبحان من انفرد بالإيجاد و الاختراع و الإتقان و الإبداع

(وصل في دعوى المدعين) [المنافقون:من طريق الأسرار]

وَ إِذٰا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قٰالُوا آمَنّٰا وَ إِذٰا خَلَوْا إِلىٰ شَيٰاطِينِهِمْ قٰالُوا إِنّٰا مَعَكُمْ إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ الايمان في هذا المقام على خمسة أقسام إيمان تقليد و إيمان علم و إيمان عين و إيمان حق و إيمان حقيقة فالتقليد للعوام و العلم لأصحاب الدليل و العين لأهل المشاهدة و الحق للعارفين و الحقيقة للواقفين و حقيقة الحقيقة و هو السادس للعلماء المرسلين أصلا و وراثة منع كشفها فلا سبيل إلى إيضاحها فكانت صفات الدعاوي إذا لقوا هؤلاء الخمسة قالوا آمنا فالقلب للعوام و سر القلب لأصحاب الدليل و الروح لأهل المشاهدة و سر الروح للعارفين و سر السر للواقفين و السر الأعظم لأهل الغيرة و الحجاب و المنافقون تعروا عن الايمان و انتظموا في الإسلام و إيمانهم ما جاوز خزانة خيالهم فاتخذوا أصناما في ذواتهم أقاموها مقام آلهتهم ف‌ إِذٰا خَلَوْا إِلىٰ شَيٰاطِينِهِمْ قٰالُوا باستيلاء الغفلة عليهم و خلو المحل عن مراتب الايمان إِنّٰا مَعَكُمْ إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ فوقع عليهم العذاب من قولهم له إلى شياطينهم في حال الخلوة فلما قامت الأضداد عندهم و عاملوا الحق و الباطل عاملوا الحق بستر الباطل و عاملوا الباطل بإفشاء الحق فصح لهم النفاق و لو خاطبوا ذاتهم في ذاتهم ما صح عليهم هذا و لكانوا من أهل الحقائق فأوقع اللّٰه الجواب على الاستهزاء فقال اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و هو استهزاءهم عجبا كيف قالوا إِنّٰا مَعَكُمْ و هم عدم لو عاينوا إيمان الحقيقة لعاينوا لخالق في الخليقة و لا خلوا و لا نطقوا و لا صمتوا بل كانوا يقومون مقام من شاهد و هو روح جاء مع صاحب المادة فلينظر الإنسان حقيقة اللقاء فإنه مؤذن بافتراق متقدم ثم اجتمعوا بصفة لم يعرفوها بل ظهر لهم منها ظاهر حسن فتأدبوا معها و لم يطيقوا أكثر من ذلك فقالوا آمنا ثم نكسوا على رءوسهم في الخلوة مع الشيطنة و هي البعد مثل اللقاء فقالوا إِنَّمٰا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ بالصفة التي لقينا فتدبر هذه الآية من حقيقة الحقيقة عند طلوع الفجر و زوال الشك بزوال الستارة و رفع الموانع يلح لك السر في سبحان و النساء و الشمس فتجد الذين لقوا كمثل الذين لقوا فتصمت و إن تكلمت هلكت و هذه حقيقة الحقيقة التي منع كشفها إلا لمن شم منها رائحة ذوقا فلا بأس فانظر و تدبر ترشد إن شاء اللّٰه تم الجزء العاشر

(الباب السادس)في معرفة بدء الخلق الروحاني

>بسم اللّٰه الرحمن الرحيم< و من هو أول موجود فيه و مم وجد و فيم وجد و على أي مثال وجد و لم وجد و ما غايته و معرفة أفلاك العالم الأكبر و الأصغر

انظر إلى هذا الوجود المحكم و وجودنا مثل الرداء المعلم
و انظر إلى خلفائه في ملكهم من مفصح طلق اللسان و أعجم
ما منهمو أحد يحب إلهه إلا و يمزجه بحب الدرهم
فيقال هذا عبد معرفة و ذا عبد الجنان و ذا عبيد جهنم
إلا القليل من القليل فإنهم سكرى به من غير حس توهم
فهموا عبيد اللّٰه لا يدري بهم أحد سواه لا عبيد المنعم
فأفادهم لما أراد رجوعهم لقصورهم من كل علم مبهم
علم المقدم في البسائط وحده و أساسه ذو عنه لم يتصرم
و حقيقة الظرف الذي سترته عن أمثاله و مثاله لم يكتم
و العلم بالسبب الذي وجدت له عين العوالم في الطراز الأقدم
و نهاية الأمر الذي لا غاية تدري له فيه العظيم الأعظم

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست