الرجل من أهل الجنّة ما فوقه مرتبة،و لعلّ ابن داود ثبتت عنده صحّة الرواية، و لذا بنى التوثيق عليها،و لا بأس بالاعتماد على مقاله،بعد عدم ثبوت خلاف ما شهد به.
و ربّما يستشمّ من قول ابن طاوس-في التحرير الطاوسي [1]:روي الترحّم عليه و أنا أذكر صورة الوارد،قال صاحب الكتاب:حدثني محمّد بن قولويه..
إلى آخر عبارة الرواية المزبورة-أنّ الرواية معتمدة عنده،و إلاّ لأشار إلى ضعفها،كما هو شأنه في ذلك الكتاب من التدقيق في رواة روايات المدح و القدح.
و بالجملة؛فالحقّ أنّ الرجل حسن كالصحيح [2]،و اللّه العالم.
بقي هنا شيء؛و هو:أنّ قول ابن داود إنّه:لم يرو عنهم عليهم السلام،ينافي ما سمعت نقلنا له عن ترتيب الاختيار،من أنّه من أصحاب الرضا عليه السلام.
و كلام الترتيب هنا مقدّم لكثرة اشتباه ابن داود في نقل عدم الرواية عنهم عليهم السلام في حقّ جملة ممّن تحقق روايتهم عنهم عليهم السلام.و اعتذار المير الداماد [3]عن ذلك بما أسلفنا نقله في ذيل الفائدة التاسعة عشرة من
[1] التحرير الطاوسي:37 برقم 18[و صفحة:34-35 برقم(18)من طبعة مكتبة السيّد المرعشي،المخطوط:10 برقم(15)من نسختنا].
[2] جزم بحسن المترجم في إتقان المقال:165،و ملخّص المقال في قسم الحسان، و جمع آخرون.
[3] في مؤلّفه القيم الثمين المسمّى بالرواشح السماوية في الراشحة السابعة عشرة:67 حيث قال:إنّ الشيخ أبا العباس النجاشي قد علم من ديدنه الذي هو عليها في كتابه، و عهد من سيرته التي قد التزمها فيه،أنّه إذا كان لمن يذكره من الرجال رواية عن أحدهم عليهم السلام فإنّه يورد ذلك في ترجمته،أو في ترجمة رجل آخر غيره،إما من طريق