المراد بالكلمة [1]،و ذلك يؤدي إلى تشويش الفكر،و تعسّر الأمر،و لا مصلحة في الرمز إلاّ الاختصار.و مصلحته لا تقابل المفسدة المزبورة.و من يكتب كتابا كبيرا مثل البحار لا وجه لطلبه الاختصار [2]المترتّب عليه المفسدة المزبورة.
ثانيهما:إنّ الرموز كثيرا ما تتشابه؛فيشتبه الكاتب أو المطالع فيبدّل واحدة باخرى،و هذا المحذور منتف في كتابة المرموز بغير رمز.
و أوضح الشهود على ما ذكرنا أنّ(جش)الذي يرمز للنجاشي،مبدل ب:(كش)في الغالب في رجال ابن داود-كما لا يخفى على الممارس- و من لم يلتفت من الأواخر إلى هذه النكتة اعترض على ابن داود-في موارد غير عديدة-بخلوّ رجال الكشّي عمّا نسبه إليه ابن داود،مع أنّ ابن داود نسب ذلك إلى(جش)،و لردائة خطّه-على ما نقل-اشتبه الأمر على المستنسخ فأبدله ب:(كش).
و أيضا قد كثر في كلماتهم إبدال:(ري)ب:(دي)فترى الرجل رمز:
[1] أقول:هناك فرق ثمّة بين رموز بحار الأنوار و ما جاء في الوافي من كون الأوّل يعدّ من الرموز العامّة-على ما اصطلحناه في كتابنا،لتلقّيها بالقبول ممّن جاء بعده دون الثاني-كما جاء في معجم الرموز و الإشارات:17-كما أنّ طلب الاختصار في الكتب الكبيرة أوجه؛لانعدام الطبع آنذاك،و قلّة النشر،مع لزوم سرعة النسخ و الاستنساخ.. و غير ذلك.
[2] لا يخفى ما فيه من غرابة،إذ الداعي في الموسوعات الضخمة للاختصار أكثر،فتدبّر.