أقول:إنّما عدّه الأوّل،و أمّا الثاني فإنّما عنونه للردّ على الأوّل،فقال-بعد عنوانه و نقله عدّ الأول-:اتّفق متقدمو أئمّتنا على أنّه من التابعين.
قال:المصنّف:و حاله في الإلحاد و الزندقة معلوم.
قلت:المعلوم كونه من الشجرة الملعونة،و أمّا كونه بتلك الدرجة فغير معلوم، و إنّما قال ابن قتيبة-في معارفه-فيه:جلده خالد بن عبد اللّه بن أسيد في الشراب بالطائف [1].
و قال مصعب الزبيري فيه:ولّى معاوية عتبة-أخاه-الطائف،و عزل عنبسة،فقال عنبسة:
كنّا لصخر صالحا ذات بيننا جميعا فأمست فرّقت بيننا هند [2] و مراده:أنّ عتبة أخو معاوية لامّه هند،و هو لم يكن من امّه،فلذا عزله و نصبه.
عنبسة بن اميّة بن خلف الجمحي،أبو غليظ
قال:عدّه الجزري من أصحاب الرسول-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و حاله كسابقه،أي حاله في الإلحاد و الزندقة معلوم.
أقول:بل أصل وجوده غير معلوم،فإنّ الأصل فيه خبر رواه أبو موسى في الكنى في عنوان«أبو غليظ»بإسناده عن أبي غليظ اميّة بن خلف الجمحي، قال:رآني النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله و سلّم-و على يدي صرد،فقال:«هذا أوّل طير صام يوم عاشوراء» [3]و لو كان خبره ثابتا أو غير محرّف كيف لم يعنونه باقي من كتب في الصحابة مع تهالكهم على استقصائهم،متيقّنهم و محتملهم؟