على النهج:أنّ معاوية أمره بأن يصف عليّا-عليه السّلام-فاستعفاه،فلم يعفه؛ فقال:ما أصف منه؟كان و اللّه شديد القوى،بعيد المدى،يتفجّر العلم من أنحائه،و الحكمة من أرجائه،حسن المعاشرة،سهل المباشرة،خشن المأكل، قصير الملبس،غزير العبرة،طويل الفكرة،يقلّب كفّه و يخاطب نفسه؛و كان فينا كأحدنا،يجيبنا إذا سألناه،و يبتدئ إذا سكتنا،و نحن مع تقريبه لنا أشدّ ما يكون صاحب لصاحب هيبة،لا نبتدئه بالكلام لعظمته؛يحبّ المساكين، و يقرّب أهل الدين؛و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه؛الحديث [1].
أقول:و في النهج:قال ضرار:فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله،و هو قائم في محرابه قابض على لحيته،يتململ تململ السليم، و يبكى بكاء الحزين،و يقول:يا دنيا،يا دنيا إليك عنّي،أبي تعرّضت؟أم إليّ تشوّقت؟لا حان حينك،هيهات!غرّي غيري،لا حاجة لي فيك،قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة فيها؛فعيشك قصير،و خطرك يسير،و أملك حقير،آه من قلّة الزاد،و طول الطريق،و بعد السفر،و عظيم المورد! [2].
و في مروج الذهب:دخل ضرار على معاوية،فقال له:كيف حزنك على أبي الحسن؟قال:حزن من ذبح ولدها على صدرها!فما ترقأ عبرتها،و لا يسكن حزنها [3].