و بعد كون الأصل في قضيّتهما متغايرا يبعد اتّحادهما،و إلاّ فكلّ منهما «سواد النجّاري»قيل فيه طلب من النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-الاقتصاص منه،فقبّل بطنه.
سواد بن قارب الأزدي،الأوسي،الشاعر
قال:عدّ من الصحابة،و هو مجهول.
أقول:بل«الأزدي الدوسي»لا«الأوسي»و قيل:هو«سدوسي».
ثمّ إنّ الجزري قال:روى أبو جعفر محمّد بن عليّ،قال:دخل سواد بن قارب السدوسي على عمر،فقال له:يا سواد هل تحسن اليوم من كهانتك شيئا؟(إلى أن قال)قال سواد:كنت كاهنا في الجاهليّة،فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني رئيي،فضربني برجله،و قال لي:يا سواد اسمع ما أقول!قلت:
هات،فقال:
عجبت للجنّ و أنحاسها و رحلها العيس بأحلاسها تهوي إلى مكّة تبغي الهدى ما مؤمنوها مثل أرجاسها فارحل إلى الصفوة من هاشم و اسم بعينيك إلى رأسها فعلمت أنّ اللّه عزّ و جلّ أراد بي خيرا،فسرت حتّى أتيت النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-،الخبر.
و روى الاختصاص الخبر،لكن في وفده على أمير المؤمنين-عليه السّلام-فروى مسندا عن الأصبغ،قال:كنّا مع أمير المؤمنين-عليه السّلام- في المسجد إذ أقبل رجل طوال،كأنّه بدويّ،فسلّم عليه،فقال-عليه السّلام-:ما فعل جنّيّك الّذي كان يأتيك؟قال:إنّه ليأتيني إلى أن وقفت بين يديك؛قال-عليه السّلام-:فحدّث القوم بما كان منه،فجلس،و سمعنا