أقول:رووا أنّه كان يصيب من الخلوق،فتلقّاه النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-مرّتين أو ثلاثا،فنهاه و أنّه لقيه ذات يوم و معه جريدة،فطعن بها في بطنه، فخدشه،فقال:يا رسول اللّه أقصني أو أقدني،فحسر النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-عن بطنه،و قال:اقتصّ.فلمّا رأى بطن النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-ألقى الجريدة،و علّق يقبّلها [1].
و في النهاية:الخلوق طيب يتّخذ من الزعفران و غيره من أنواع الطيب، و يغلب عليه الحمرة و الصفرة،و إنّما نهي عنه،لأنّه من طيب النساء،و كنّ أكثر استعمالا له.
سواد بن غزيّة الأنصاري
قال:شهد بدرا و المشاهد بعده،و كان عامل النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله- على خيبر،و حاله مجهول.
أقول:و روى الطبري و الجزري:أنّ النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-عدّل الصفوف يوم بدر،و في يده قدح يعدّل به القوم،فمرّ بسواد بن غزيّة حليف بني عديّ بن النجّار و هو مستنتل من الصفّ،فطعنه النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله- بالقدح في بطنه و قال:استو يا سواد!فقال:أوجعتني،و قد بعثك اللّه بالحقّ، فأقدني،فكشف النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-عن بطنه،و قال:استقد،فاعتنقه و قبّل بطنه؛و قال:ما حملك على هذا يا سواد؟فقال:يا رسول اللّه حضر ما ترى، و لا آمن القتل،فانّي أحبّ أن أكون آخر العهد بك،و أن يمسّ جلدي جلدك فدعا له النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-بخير [2].