أصحاب الحسن-عليه السّلام-يقال له:سفيان بن أبي ليلى،و هو على راحلته، فدخل على الحسن-عليه السّلام-و هو مختب في فناء داره،فقال له:السلام عليك يا مذلّ المؤمنين!فقال له الحسن-عليه السّلام-:انزل و لا تعجل،فنزل، فعقل راحلته في الدار،و أقبل يمشي حتّى انتهى إليه،فقال له الحسن-عليه السّلام-:ما قلت؟قال:قلت:السلام عليك يا مذلّ المؤمنين!قال:و ما علمك بذلك؟قال:عمدت إلى أمر الامّة،فخلعته من عنقك و قلّدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل اللّه.قال:فقال له الحسن-عليه السّلام-:ساخبرك لم فعلت ذلك،قال:سمعت أبي-عليه السّلام-يقول:قال رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-:لن تذهب الأيّام و الليالي حتّى يلي أمر هذه الامّة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل و لا يشبع،و هو معاوية،فلذلك فعلت؛ما جاء بك؟قال:
حبّك،قال:اللّه اللّه،فقال له الحسن-عليه السّلام-:و اللّه لا يحبّنا عبد أبدا و لو كان أسيرا في الديلم إلاّ نفعه اللّه بحبّنا،و إن حبّنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر [1].
أقول:و رواه أبو الفرج في مقاتله،لكن في النسخة بلفظ«سفيان بن الليل»رواه باسنادين،أحدهما:عن محمّد بن الحسن الأشناني و علي بن العبّاس المقانعي،عن عباد بن يعقوب،عن عمرو بن ثابت،عن الحسن بن حكم،عن عديّ بن ثابت،عن سفيان بن الليل.و ثانيهما:عن محمّد بن أحمد أبو عبيد،عن الفضل بن الحسن البصري،عن محمّد بن عمرويه،عن مكّي بن إبراهيم،عن السريّ بن إسماعيل،عن الشعبي،عن سفيان بن الليل،قال:
أتيت الحسن بن عليّ-عليه السّلام-حين بايع معاوية،فوجدته بفناء داره