و حكاية توثيقه عن ابن حجر و الذهبي لا تكشف عن عاميّته بعد سكوت الشيخ عن مذهبه.
أقول:بعد كون موضوع رجال الشيخ أعمّ تكشف.مع أنّ الذهبي لم يعنونه في ميزانه أصلا،و إنّما عنونه ابن حجر و قال:«أبو الجويرية»في كنيته و لم يذكر لقبه.
حطيئة الشاعر
قال:عدّه أبو موسى في أصحاب رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-.
أقول:قال ابن قتيبة في شعرائه:لا أراه أسلم إلاّ بعد وفاة النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-لأنّي لم أجد له ذكرا في من وفد عليه من وفود العرب،غير أنّي وجدته في خلافة أبي بكر يقول:
أطعنا رسول اللّه إذ كان حاضرا فيا لهفتا ما بال دين أبي بكر! أ يورثها بكرا إذا مات بعده فتلك و بيت اللّه قاصمة الظهر! و هو جرول بن أوس من بني قطيعة بن عبس،و لقّب بالحطيئة لقصره و قربه من الأرض و كان راوية زهير.و من المشهور عليه:قيل له حين حضره الموت:
أوصى يا أبا مليكة!فقال:مالي للذكور من ولدي دون الاناث،قالوا:فانّ اللّه لم يأمر بذلك!قال:فانّي آمر به.قيل له:قل لا إله إلاّ اللّه،قال:ويل للشعر من راوية السوء.قيل له:ألا توصي بشيء للمساكين؟قال:اوصيهم بالمسألة ما عاشوا،فانّها تجارة لن تبور.قيل:فلان اليتيم ما توصي له بشيء؟قال:
اوصيكم أن تأخذوا ماله و تنيكوا امّه.قيل:ليس إلاّ هذا؟قال:احملوني على حمار،فانّه لم يمت عليه كريم،لعلّي أنجو ثم قال:
لكلّ جديد لذّة غير أنّني وجدت جديد الموت غير لذيذ له خبطة في الحلق ليس بسكر و لا طعم راح يشتهى و نبيذ