و كان هجا امّه و أباه و نفسه و عمّه و خاله؛فقال لامّه:
تنحّي و اقعدي منّي بعيدا أراح اللّه منك العالمينا أ لم اظهر لك البغضاء منّي و لكن لا اخا لك تعقلينا أ غربالا إذا استودعت سرّا و كانونا على المتحدّثينا جزاك اللّه شرّا من عجوز و لقّاك العقوق من البنينا حياتك ما علمت حياة سوء و موتك قد يسرّ الصالحينا و قال لأبيه و عمّه و خاله:
لحاك اللّه ثمّ لحاك حقّا أبا و لحاك من عمّ و خال فنعم الشيخ أنت لدى المخازي و بئس الشيخ أنت لدى المعالي جمعت اللؤم لا حيّاك ربّي و أسباب السفاهة و الضلال و قال لنفسه:
أبت شفتاي اليوم إلاّ تكلّما بشرّ فما أدري لمن أنا قائله أرى لي وجها شوّه اللّه خلقه فقبّح من وجه و قبّح حامله [1] قلت:و ما جعله القتيبي هجوا لأبيه و عمّه و خاله إنّما هو أيضا هجو لنفسه؛ و إنّما في بيته الأوّل يفهم منه هجو أبيه و عمّه و خاله ضمنا،فقال مخاطبا لنفسه:
لحاك اللّه من حيث الأب و العمّ و الخال.و أمّا بيتاه الأخيران فلا هجو فيهما إلاّ لنفسه.
حفص أبو إسحاق المدائني
قال:عدّه الشيخ في الرجال في أصحاب الصادق-عليه السّلام-.