و بكى و بكى أصحاب النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-ثمّ طلبوه فلم يصادفوه!» [1].
لكن كيف يقول المصنّف:لم أقف فيه إلاّ على ما في الكافي؟مع أنّه عنونه الثلاثة:أبو عمر و ابن مندة و أبو نعيم،كما في اسد الغابة.
و أمّا عدم عنوان الوسيط له و عنوان الجامع له من الخبر:فلأنّهما لا يراجعان غير رجال الشيخ،و هذا ليس فيه.و المصنّف يراجع الكتب الصحابيّة كما يراجع رجال الشيخ.
ثمّ من العجب العجاب!!إنّ البكريّة-الّذين يضعون في مقابل كلّ منقبة لأمير المؤمنين عليه السّلام منقبة لأبي بكر-لم يقنعوا بأن يرووا عن آخر مثله له، بل رووا عن هذا بالخصوص أنّ أمير المؤمنين-عليه السّلام-أثنى على أبي بكر يوم مات،كما روى هذا ثناء الخضر-عليه السلام-عليه-عليه السلام-حتى انتحلوا راويه عبد الملك أيضا!إلاّ أنّهم لم يجسروا أن يدّعوا أنّ أحد رجال الغيب جاء للرثاء و الثناء فبدّلوه بأمير المؤمنين-عليه السلام-.
فقال ابن عبد البرّ في استيعابه«روى عمر بن إبراهيم بن خالد،عن عبد الملك بن عمير،عن اسيد بن صفوان و كان قد أدرك النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-قال:لما قبض أبو بكر و سجّي بثوب ارتجّت المدينة بالبكاء!و دهش القوم!كيوم قبض النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-.فأقبل عليّ بن أبي طالب مسرعا باكيا مسترجعا!حتى وقف على باب البيت،فقال:رحمك اللّه يا أبا بكر!»و ذكر الحديث بطوله.
و قد اعترف الدار قطني منهم أنّ عمر بن إبراهيم الكردي-الّذي هو الأصل في الرواية لهم و المبدّل للخبر عنه(عليه السّلام)بما مرّ-كذّاب [2].و قال