فإنّما حدّثني به الثقة عليّ بن أبي طالب عليه السلام،و حدّثني أيضا:«ليؤخذنّ رجل فليقتلنّ و ليصلبنّ بين شرافتين من شرف المسجد»فقلت له:إنّك لتحدّثني بالغيب! فقال:احفظ ما أقوله لك.قال أبو العالية:فو اللّه!ما أتت علينا جمعة حتّى اخذ مزرع،فقتل و صلب بين شرافتين من شرف المسجد [1].
أقول:و رواه الإرشاد لكن فيه«مزرع بن عبد اللّه»و زاد في آخره«و قد كان حدّثني بثالثة فنسيتها» [2].و ذكره الاختصاص بلفظ«مزرع مولى أمير المؤمنين عليه السلام» و روى كونه من التابعين المقرّبين منه عليه السلام [3].
مساحق بن مخرمة
في جمل المفيد عن جمل الواقدي بعد ذكر فتحه عليه السلام:جاءه فتيان من قريش يسألونه الأمان،فقال لهم:ويلكم!على م تقاتلونني؟على أن حكمت فيكم بغير عدل،أو قسمت بينكم بغير سويّة،أو استأثرت عليكم،أو لبعدي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو لقلّة بلاء منّي في الإسلام؟فقالوا:نحن إخوة يوسف فاعف عنّا.فنظر إلى أحدهم فقال:من أنت؟قال:مساحق بن مخرمة معترف بالزلّة مقرّ بالخطيئة تائب من ذنبي،فقال عليه السلام:قد صفحت عنكم [4].
و عن جمل أبي مخنف،عنه قال:لمّا انهزم الناس يوم الجمل اجتمع معي طائفة من قريش فيهم مروان،فقالوا:و اللّه!لقد ظلمنا هذا الرجل و نكثنا بيعته من غير حدث،و لقد ظهر علينا فما رأينا قطّ أكرم سيرة و لا أحسن عفوا بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منه،تعالوا نعتذر إليه،فلمّا دخلنا عليه جعل متكلّمنا يتكلّم فقال عليه السلام:انصتوا أكفكم إنّما أنا بشر مثلكم،فإن قلت حقّا فصدّقوني و إن قلت باطلا فردّوا عليّ،انشدكم اللّه أ تعلمون أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبض و أنا أولى به و بالناس من بعده؟قالوا:اللّهمّ نعم.قال:فعدلتم عنّي و بايعتم أبا بكر فأمسكت و لم احبّ أن