فجعلت أعرض عليهم السلام و أدعوهم إليه،فقلت أنت:إنّك لتدعو إلى خير و تأمر به و إنّه ليدعو إلى الخير؛فبلغ ذلك النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-فقال:
اللّهم اغفر للأحنف؛فكان الأحنف يقول:فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك،يعني دعوة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله»فمع عدم ثبوتها أعمّ أيضا.
هذا،و في عيون ابن قتيبة«قال عبد الملك بن عمير:قدم علينا الأحنف الكوفة مع المصعب،فما رأيت خصلة تذمّ إلا و قد رأيتها في الأحنف،كان صعل الرأس متراكب الأسنان،أشدق،مائل الذقن،ناتي الوجه،غائر العينين،خفيف العارض،أحنف الرجل؛و لكنه إذا تكلّم جلّى عن نفسه» [1].
قلت:و منه يظهر وجه تسميته بالأحنف،و لا بدّ أنّ حنف رجله كان كثيرا.
و في صفّين نصر«قال الأحنف بصفّين و هو مع عليّ-عليه السلام-:هلك العرب!فقال له أصحابه:و إن غلبنا!قال:نعم،قالوا:و إن غلبنا!قال:نعم، قالوا:و اللّه ما جعلت لنا مخرجا!فقال:إن غلبنا لم نترك بها رئيسا إلا ضربنا عنقه و إن غلبنا لم يعرج رئيس عن معصية اللّه أبدا» [2].
الأخرم الأسدي
قال المصنّف:كان يقال له:فارس النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-قتل سنة ستّ،و حاله مجهول.
أقول:لم يذكر مستنده،كما هو دأبه و موضوع كتابه.و قد عنونه الاستيعاب،و قال:«قتل شهيدا في غارة عبد الرحمن بن عيينة بن حصين على سرح النبيّ صلّى اللّه عليه و آله».