أقول:لم يذكر له مستندا من الخاصّة أو العامّة و ليس منه أثر في الاستيعاب الّذي هذا فنّه،لا هنا و لا في الكنى؛و إنّما ذكر عدّة أبو رهم غير هذا.
و إنّما عنونه اسد الغابة عن كتابي ابن مندة و أبي نعيم؛و قال في اسد الغابة:«جعله كاتب الواقدي و ابن أبي خيثمة من الصحابة،و البخاري و السمعاني من التابعين»
قلت:و الحقّ مع الأخيرين،فمستند صحابيّته ما رواه اسد الغابة مسندا عن مرثد بن عبد اللّه اليزني،عن أبي رهم،قال:«قال النبيّ-صلّى اللّه عليه و آله-:من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير»الخبر،فمع كون«أبي رهم» الواقع في الخبر لم يعلم انطباقه على«أحزاب»لكون أبي رهم كنية عدّة-كما عرفت-لم يقل في الخبر:«سمعت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله»بل قال:«قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله»و كما يصحّ من الصحابي أن يقوله يصحّ من التابعي أيضا أن يقوله و لا يذكر إسناده،بل يصحّ لنا أيضا أن نقوله في ما صحّ لنا عنه-صلّى اللّه عليه و آله-و لذا لم يعنونه الاستيعاب أيضا.
قال المصنّف:السمعي،نسبة إلى السمع بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس.و الظهري،نسبة إلى بطن من حمير:ظهر بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن واثل بن الغوث.
قلت:إذا كان السمعي من قيس بن معاوية بن جشم و الظهرى من ظهر بن معاوية بن جشم،فهما لا يجتمعان.و السمعاني إنّما قال في السمعي:
«ينسب إليه أحزاب»و أمّا في الظهري،فقال:«ينسب إليه أبو حبيب الحارث بن محمّد»و الظاهر أنّ اسد الغابة رأى أنّ السمعاني-و نقل كلامه في السمعي-