نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 96
صقر صائدا به غدا» أى مقدرا الصيد به غدا ، كذا يقدرون ، وأوضح منه أن يقال
: مريدا به الصيد غدا ، كما فسر قمتم فى (إِذا قُمْتُمْ إِلَى
الصَّلاةِ) بأردتم.
مسألة
ـ فى ناصب إذا مذهبان ، أحدهما : أنه شرطها ، وهو قول المحققين ، فتكون بمنزلة متى وحيثما وأيّان
، وقول أبى البقاء إنه مردود بأن المضاف إليه لا يعمل فى المضاف غير وارد ، لأن
إذا عند هؤلاء غير مضافة ، كما يقوله الجميع إذا جزمت كقوله :
والثانى : أنه
ما فى جوابها من فعل أو شبهه ، وهو قول الأكثرين ، ويرد عليهم أمور :
أحدها : أن
الشرط والجزاء عبارة عن جملتين تربط بينهما الأداة ، وعلى قولهم تصير الجملتان
واحدة ، لأن الظرف عندهم من جملة الجواب والمعمول داخل فى جملة عامله.
والثانى : أنه
ممتنع فى قول زهير :
١٣٥ ـ بدا لى أنّى لست مدرك ما مضى
ولا سابقا
شيئا إذا كان جائيا
[ص ٢٨٨ و ٤٦٠ و ٤٧٦ و ٤٧٨ و ٥٥١ و
٦٧٨]
لأن الجواب
محذوف ، وتقديره إذا كان جائيا فلا أسبقه ، ولا يصح أن يقال : لا أسبق شيئا وقت
مجيئه ، لأن الشىء إنما يسبق قبل مجيئه ، وهذا لازم لهم أيضا إن أجابوا بأنها غير
شرطية وأنها معمولة لما قبلها وهو سابق ، وأما على القول الأول فهى شرطية محذوفة
الجواب وعاملها إما خبر كان أو نفس كان إن قلنا بدلالتها على الحدث
والثالث : أنه
يلزمهم فى نحو «إذا جئتنى اليوم أكرمتك غدا» أن يعمل أكرمتك فى ظرفين متضادين ،
وذلك باطل عقلا ؛ إذ الحدث الواحد المعين لا يقع بتمامه فى زمانين ، وقصدا ؛ إذ
المراد وقوع الإكرام فى الغد لا فى اليوم.