نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 201
وإن وقع النفى
فى حيزها اقتضى السّلب عن كل فرد ، كقوله عليه الصلاة والسّلام ـ لما قال له ذو
اليدين : أنسيت أم قصرت الصلاة ـ : «كلّ ذلك لم يكن» وقول أبى النجم :
٣٣٢ ـ قد أصبحت أمّ الخيار تدّعى
علىّ ذنبا
كلّه لم أصنع
[ص ٤٩٨ و ٦١١ و ٦٣٣]
وقد يشكل على
قولهم فى القسم الأول قوله تعالى : (وَاللهُ لا يُحِبُّ
كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ)
وقد صرح
الشلوبين وابن مالك فى بيت أبى النجم بأنه لا فرق فى المعنى بين رفع كل ونصبه ،
وردّ الشلوبين على ابن أبى العافية إذ زعم أن بينهما فرقا ، والحق ما قاله
البيانيون ، والجواب عن الآية أن دلالة المفهوم إنما يعوّل عليها عند عدم المعارض
، وهو هنا موجود ؛ إذ دلّ الدليل على تحريم الاختيال والفخر مطلقا.
الثانية ـ كل
فى نحو (كُلَّما رُزِقُوا
مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا) منصوبة على الظرفية باتفاق ، وناصبها الفعل الذى هو
جواب فى المعنى مثل (قالُوا) فى الآية ، وجاءتها الظرفية من جهة ما فإنها محتملة
لوجهين :
أحدهما : أن تكون حرفا مصدريا والجملة بعده صلة له ؛ فلا محل لها ،
والأصل كل رزق ، ثم عبر عن معنى المصدر بما والفعل ، ثم أنيبا عن الزمان ، أى كلّ
وقت رزق ، كما أنيب عنه المصدر الصريح فى «جئتك خفوق النّجم» :
والثانى : أن تكون اسما نكرة بمعنى وقت ؛ فلا تحتج على هذا إلى تقدير وقت
، والجملة بعده فى موضع خفض على الصفة ؛ فتحتاج إلى تقدير عائد منها ، أى كل وقت
رزقوا فيه.
نام کتاب : مغنى اللبيب نویسنده : ابن هشام الأنصاري جلد : 1 صفحه : 201