نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 159
وأورد «الشاطبي»
شاهدا من النثر الحديث النبوي : «كن أبا خيثمة فكانه» [١].
ويفيد «ابن
مالك» أنه إذا تعلّق بالفعل ضميران ، فإن اختلف الضميران بالرتبة ، وقدم أقربهما
رتبة ، جاز اتصال الثاني وانفصاله ، نحو : أعطيتكه ، وأعطيتك إياه. والاتصال أجود
لموافقة الأصل ، ولأن القرآن العظيم نزل به دون الانفصال ، كقوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ
قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً)[٢] ،
وقوله ـ عزوجل ـ : (أَنُلْزِمُكُمُوها
وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ)[٣].
و «سيبويه» [٤] يرى الاتصال هنا واجبا ، والانفصال ممتنعا. والصحيح
ترجيح الاتصال ، وجواز الانفصال.
ومن شواهد
تجويزه قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :فإن الله ملككم إياهم ، ولو شاء لملكهم إياكم [٥].
[١] هو في «صحيح مسلم»
في (كتاب التوبة ـ باب حديث توبة كعب بن مالك ، وصاحبيه) ٨ : ١٠٧ ، و «السيرة
النبوية» لابن هشام ٤ : ١٦٤ في (غزوة تبوك) ، و «الكافي شرح الهادي» ٢٣٤ ، دون
كلمة «فكانه». فلا شاهد عند ذلك.
[٤] انظر «الكتاب» (هذا
باب إضمار المفعولين اللّذين تعدّى إليهما فعل الفاعل) ١ : ٣٨٤.
[٥] قطعة من حديث
أورده «الذهبي» في كتاب «الكبائر» : ٢٢٣ ، والحديث بتمامه كما ذكره ما يلي : كان ـ
صلىاللهعليهوسلم
ـ يوصيهم عند خروجه من الدنيا ويقول : «الله الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم ،
أطعموهم مما تأكلون ، واكسوهم مما تكتسون ، ولا تكلّفوهم من العمل ما لا يطيقون ،
فإن كلّفتموهم فأعينوهم ولا تعذبوا خلق الله فإنه ملككم إياهم ولو شاء لملكهم
إيّاكم» ، وفي «سنن أبي داود» في (كتاب الجهاد ـ باب ما يؤمر به من القيام على
الدواب والبهائم) ٣ : ٢٣ : «... أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملّكك إيّاها ...»
قال «المكودي» ص : ١٧ : في الحديث جواز
الأمرين تقديم الأخص ، وتقديم غير الأخص ، وقد اجتمع الأمران في الحديث ، فانفصال
الضمير في قوله : «ملككم إياهم» جائز لتقديم الأخص ، وهو ضمير المخاطب على غير
الأخص وهو ضمير الغائب ، وانفصال الضمير في ملكهم إياهم واجب لتقديم غير الأخص.
وهذا الحديث ورد في «شرح ابن الناظم» ٢٤
، و «شرح الشاطبي» و «شرح المرادي» ١ : ١٤٩ ، و «أوضح المسالك» (باب الضمير).
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 159