نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 158
مسألة (١٠)
في اجتماع ضميرين هل الأولى اتصالهما أو انفصالهما [١]
قال «ابن مالك»
: إن كان الفعل من باب «كان» واتصل به ضمير رفع ، جاز في الضمير الذي يليه الاتصال
، نحو : (صديقي كنته) ، والانفصال ، نحو : (صديقي كنت إياه). والاتصال عندي أجود ،
لأنه الأصل ، وقد أمكن لشبه «كنته» بـ «فعلته». فمقتضى هذا الشبه أن يمتنع : كنت
إياه ، كما يمتنع :
فعلت إياه ،
فإذا لم يمتنع فلا أقل من أن يكون مرجوحا. وجعله أكثر النحويين راجحا. وخالفوا
القياس والسماع ، أما مخالفة القياس فقد ذكرت.
وأما مخالفة
السماع فمن قبل أن الاتصال ثابت في أفصح الكلام المنثور ، كقول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لعمر ـ رضياللهعنه ـ : «إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإن لم يكنه فلا خير لك
في قتله» [٢] وكقول بعض العرب : (عليه رجلا ليسني).
وفي أفصح
الكلام المنظوم ، كقول أبي الأسود الدؤلي :
فإلّا يكنها
أو تكنه فإنّه
أخوها غذته
أمّه بلبانها
[١] موارد المسألة : «شواهد التوضيح» ٢٧ ، ٣٠ ، و «شرح ابن الناظم» ٢٤ ، و
«شرح الشاطبي» (الضمير) ، و «شرح الأشموني» ١ : ١٨١ ، و «أوضح المسالك» ١ : ٧٣ ، و
«شرح شذور الذهب» ١٨٨ ، و «همع الهوامع» في مبحث (كان وأخواتها) و (الجوازم).
[٢] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الجنائز ـ باب إذا أسلم الصبيّ فمات هل يصلى عليه) ٢ : ٩٦ ، و
«مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الفتن وأشراط الساعة ـ باب ذكر ابن صياد) ٨ : ١٩٢ ،
وانظر «فتح الباري» ٣ : ٢١٨.
وقال «الشاطبي» في هذه المسألة :
الاتصال ثابت نظما ونثرا ، فمن النثر ما في الحديث من قوله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ لعائشة ـ رضياللهعنها
ـ :
«إياك أن تكونيها يا حميراء» ...
ونسب «ابن منظور» في «اللسان» (مادة :
حمر) هذا الحديث لعليّ ـ كرم الله وجهه ـ والحميراء : البيضاء ، تصغير الحمراء.
والحميراء : البيضاء ، تصغير الحمراء.
وانظر «المستدرك» لـ «الحاكم» ٣ : ١١٩ ، وتعليق المحقق البارع الشيخ «عبد الفتاح
أبو غدة» على كتاب «المنار المنيف في الصحيح الضعيف» : ٦٠ تظفر بتحرير دقيق فيما
يتعلّق بالأحاديث التي فيها «يا حميراء» فمنها الصحيح ومنها العليل.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 158