فشيخ كبير قد أعرض
عنه النعيم الفاني ، أفلا تحب أن يرحل إلى النعيم الباقي؟ وما أشوقني أن أكون أول
قتيل بين أيديكم ولا أسمع واعيتكم ولا أرى هاشمية تسبى.
فقال علي بن الحسين : أمّا أنت يا عم
فقطب رحاها وليث وغاها وأنا إنّما استعملت خبرك بكلامي معك لأواجه به عمّتي زينب ،
فإنّها قالت لي ، يابن أخي إنّ أباك الحسين خطب أصحابه وأذن لهم بالتفرق والموت ، يابن
أخي مُر وكربه مطعمه أفلا تتعرض لعمّك حبيب وترى ما عنده؟ وبقي حبيب على هذا الحال
، وكان حبيب بوّاباً على خيمة الحسين عليهالسلام
وحاملاً لوائه يوم عاشوراء.
قال : ولما كان اليوم العاشر من المحرم
جلس حبيب بإزاء خيمة النساء واضعاً رأسه في حجره يبكي ثم رفع رأسه وقال : آه آه لو
جدك يا زينب يوم تحملين على بعير ظالع يطاف بك البلدان ورأس أخيك الحسين أمامك ، وكأنّي
برأسي هذا معلق بلبان الفرس تضربه بركبتيها.
فضربت زينب رأسها بعمود الخيمة وقالت : بهذا
أخبرني البارحة ، لوددت أن أكون عمهاء [١].
ثم جاء حبيب واستأذن الحسين عليهالسلام للبراز ، فأذن له ، فحمل
على القوم وهو يقول :