قصرا و إن ترکهما فی الوقت یجوز له قضاؤها {10}. _____________________________ و
الإقامة مثلا. و لا ریب فی أنّ حکمة تشریعها إنّما هی تتمیم ما نقص من
الفریضة من موجبات القبول، ففی صحیح زرارة عن أبی جعفر علیه السّلام:
«إنّما جعلت النافلة لیتم بها ما یفسد من الفریضة» [1] کما لا إشکال فی
سقوطها فی السفر مع استغراقه لتمام الوقت. إنّما الکلام فی أنّها نافلة
الوقت، بمعنی أنّه مهما صح الإتیان بها فی وقتها یتعلق الأمر بها و إن أتی
بالفریضة مقصورة، أو أنّها تابعة لإتیان الفریضة تامة، سواء کان ذلک فی أول
الوقت أم آخره، و مقتضی الإطلاقات الکثیرة المرغبة إلیها، و ما دل علی
أنّها بمنزلة الهدیة صحة کل منهما فیجوز الإتیان بها مطلقا إلا مع استغراق
السفر لتمام الوقت بحیث لم یتعلق الأمر بالنافلة أصلا، و یمکن استفادة ذلک
من موثق عمار أیضا عن أبی عبد اللّه علیه السّلام: «عن الرجل إذا زالت
الشمس و هو فی منزله ثمَّ خرج فی السفر. فقال علیه السّلام: یبدأ
بالزوال فیصلّیها ثمَّ یصلّی الأولی بتقصیر رکعتین، لأنّه قد خرج من منزله
قبل أن تحضر الأولی. و سئل علیه السّلام: «فإن خرج بعد ما حضرت الأولی قال
علیه السّلام: یصلّی الأولی أربع رکعات، ثمَّ یصلّی بعد النافلة ثمان رکعات
لأنّه خرج من منزله بعد ما حضرت الأولی، فإذا حضرت العصر صلّی العصر
بتقصیر- و هو رکعتان- لأنّه خرج فی السفر قبل أن تحضر العصر» [2]. و
اشتماله علی عدم دخول وقت الظهر بمجرد الزوال، و علی أنّ العبرة فی التقصیر
بحال الوجوب لا الأداء، و هو خلاف المشهور کما یأتی فی المسألة التاسعة لا
یضرّ بالاستدلال لصحة التفکیک فی مفاد الخبر الواحد. {10} لعموم ما دل
علی استحباب قضاء النوافل الشامل لهذه الصورة أیضا. ثمَّ إنّ المراد
بالجواز فی الموردین من هذه المسألة فی مقابل نفی المشروعیة، فیکون بمعنی
الاستحباب أداء و قضاء. [1] الوسائل باب: 17 من أبواب أعداد الفرائض و نوافلها حدیث: 10. [2] الوسائل باب: 23 من أبواب أعداد الفرائض و نوافلها حدیث: 1.