[ (مسألة 36): یجب الترتیب بین آیات الحمد و السورة]
(مسألة 36): یجب الترتیب بین آیات الحمد و السورة، و بین کلماتها و
حروفها {126}، و کذا الموالاة {127}، فلو أخلّ بشیء من ذلک عمدا بطلت
صلاته {128}. _____________________________ {126} لإجماع المسلمین، و ظواهر نصوص المعصومین علیهم السلام [1]. {127}
لظهور الإجماع، و لالتزام المصلّین علیها من أول تشریع الصلاة خلفا عن سلف
نحو التزامهم بواجباتها، مع أنّ الموالاة العرفیة معتبرة فی التکلمات
المحاوریة بین الناس بحیث یعد ترکها نقصا محاوریا بینهم، و القراءة الواجبة
منزلة علی ما هو المتعارف بین الناس فی محاوراتهم و هم یقبحون السکوت
الخلاف المتعارف القصیر بین الحروف و الکلمات، فکیف بالطویل منه. إن
قیل: فعلی هذا تعتبر الموالاة فی مطلق قراءة القرآن و لو کانت مندوبة و لم
تکن شرطا لصلاة أو نحوها. قلت: نعم، و لکن حیث یجوز فیها ترک القراءة رأسا و
القطع علی الآیة و ترک قراءة ما بعدها، بل الاکتفاء ببعض الآیة لا أثر
للموالاة حینئذ. و لکن لو بنی علی قراءة سورة تامة أو آیة کذلک، فالظاهر
التزام المتعارف بالموالاة فیها أیضا. {128} لخروج المأتی به حینئذ عن
الجزئیة، فیکون من الزیادة العمدیة لا محالة فتبطل الصلاة بها علی ما یأتی
فی الخلل، و إن نوقش فی ذلک یکفی ظهور إجماعهم علی البطلان، فلا وجه لما
نسب إلی المبسوط و غیره من عدم بطلان الصلاة، بل تبطل نفس الکلمة، فتستأنف و
یصح أصل الصلاة. نعم، لو کان ذلک بغیر العمد من نسیان أو سهو أو غفلة أو
عروض عارض تستأنف الکلمة و تصح الصلاة حینئذ، و لکن یمکن تقویة ما نسب إلی
المبسوط و غیره من أنّ عمدة الدلیل علی البطلان إنّما هو الإجماع و المتیقن
منه بطلان ذات الکلمة لا أصل الصلاة، فأصالة الصحة محکمة إلا أن یقال:
اشتمال الصلاة علی الباطل العمدی الداخلی یسقطها عن صلاحیة التقرب بها.
[1] الوسائل باب: 4 و غیره من أبواب القراءة فی الصلاة.