الثانی،
فلو قرأ جالسا نسیانا، ثمَّ تذکر بعدها، أو فی أثنائها صحت قراءته، و فات
محلّ القیام، و لا یجب استئناف القراءة {17}، لکن الأحوط الاستئناف قائما
{18}.[ (مسألة 3): المراد من کون القیام مستحبا حال القنوت]
(مسألة 3): المراد من کون القیام مستحبا حال القنوت أنّه _____________________________ قوله علیه السلام: «لا صلاة إلا بطهور» [1]. «و لا صلاة إلا إلی القبلة» [2]. بل یستعمل فی نفی الکمال أیضا، کما فی قوله علیه السلام: «لا صلاة لجار المسجد إلا فی مسجده» [3]. إلا
أن یقال: إنّ الأصل فی استعماله نفی الحقیقة إلا مع القرینة علی الخلاف، و
الجزئیة أقرب إلی الحقیقة من الشرطیة، و لعلّ هذا هو وجه الأظهریة التی
ذکرها الماتن (قدس سره)، هذا بحسب الاستظهار من الأدلة. و أما بحسب الأصل
فالشرطیة قید زائد یرفع بالأصل، مع مناسبته مقام العبودیة، لکون الوقوف بین
یدی المعبود مطلوبا مستقلا، کالرکوع و السجود له. و أما کلمات الأصحاب
فظاهرها الجزئیة فی عرض سائر الأجزاء، فراجع کلماتهم فی المطولات. {17}
لحدیث لا تعاد بناء علی عدم شرطیة القیام للقراءة، و لکن یجب القیام للرکوع
عن قیام. و أما بناء علی الشرطیة فحیث إنّه لم یأت بالقراءة و المحلّ باق
وجب علیه الإتیان بها، لإطلاق أدلة وجوبها، و لو شک فی أنّه جزء أو شرط فلا
یصح التمسک بحدیث «لا تعاد» [4] لأنّه من التمسک بالعام فی الشبهة
المصداقیة، و مقتضی قاعدة الاشتغال حینئذ وجوب الإتیان بها أیضا. {18} لاحتمال شرطیة القیام، و لا یترک هذا الاحتیاط بعنوان الرجاء.
[1] الوسائل باب: 1 من أبواب الوضوء حدیث: 1. [2] لم نعثر علیه لکن ورد مضمونه فی الوسائل باب: 1 من أبواب القبلة حدیث: 2. [3] الوسائل باب: 1 من أبواب أحکام المساجد حدیث: 1. [4] الوسائل باب: 10 من أبواب الرکوع حدیث: 5.