علمت
بمفاجأة الحیض وجب علیها المبادرة إلی الصلاة {87} و فی مواطن التخییر
یکفی سعة مقدار القصر {88}. و لو أدرکت من الوقت أقل مما ذکرنا لا یجب
علیها القضاء {89}. _____________________________ {87} لکونها مضیقة حینئذ فیجب علیها الخروج عن عهدتها فورا. {88} للعمومات و الإطلاقات بعد التمکن من الأداء بحسب تکلیفها فعلا، و التمکن من أحد فردی التخییر یکفی فی تنجز التکلیف عقلا و شرعا. {89}
علی المشهور، للأصل بعد الشک فی شمول دلیل وجوب قضاء الفائتة، و دلیل عدم
وجوب القضاء علی الحائض لمثل المقام، لکون التمسک بکل منهما من التمسک
بالعام فی الشبهة المصداقیة، فیرجع إلی أصالة البراءة لا محالة، مع أنّ فی
جملة من الأخبار [1] تعلیق وجوب القضاء علی التفریط و التضییع و لا موضوع
لهما فی المقام. و عن الشرائع و القواعد و غیرهما وجوب القضاء علیها فی
هذه الصورة أیضا لإطلاقات وجوب قضاء الصلاة و تمکنها من إتیان الصلاة
الاضطراریة. و یرد علیه: أنّ الأول: من التمسک بالعام فی الشبهة الموضوعیة. و
الثانی: مترتب علی إمکان تعلق التکلیف الاختیاری لمکان البدلیة، و المفروض
عدمه. إلا أن یقال: إنّ البدلیة من الحکمة الغالبة لا العلة التامة التی
تدور مدار إمکان تعلق التکلیف بالمبدل، و یشهد له أنه لو بلغ الصبیّ مقعدا
أو فاقد الماء لا ینبغی لأحد أن یقول بعدم وجوب الصلاة بحسب تکلیف علیه. و
أما تعلیق القضاء فی بعض الأخبار علی التفریط و التضییع فهو من باب الغالب
لا التقیید، إذ لا إشکال فی وجوبه مع الغفلة و النسیان و الجهل. و أما خبر
أبی الورد: «عن المرأة التی تکون فی صلاة الظهر و قد صلّت رکعتین ثمَّ تری
الدم، قال: تقوم من مسجدها و لا تقضی الرکعتین، و إن کانت رأت الدم و هی [1] راجع الوسائل باب: 48 و 49 من أبواب الحیض.