[الخامسة عشرة: لو عفا المجنی علیه عن قصاص النفس أو دیتها یصح عفوه]
الخامسة عشرة: لو عفا المجنی علیه عن قصاص النفس أو دیتها یصح عفوه
{81}، و کذا لو عفا الوارث- واحدا کان أو متعددا- عن القصاص سقط بلا بدل
{82}، _____________________________ الاحتیاط، فلاحتمال دخول الطرف فی النفس کما تقدم [1]، و لکنه مشکل و إثباته علی مدعیه. {81}
لکثرة ما ورد فی محبوبیة العفو عند اللّه تبارک و تعالی [2]، و أن ذلک نحو
تصدق کما فی الآیة الشریفة فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفّٰارَةٌ لَهُ
[3]. و احتمال أنه لیس له ذلک إما لأنه إبراء ما لم یجب، أو لأن القصاص حق الولی و لا ربط له للمجنی علیه. غیر
صحیح: أما الأول: فلأن إسقاط ما لم یجب علی فرض بطلانه إنما هو فی مورد لم
یکن للموضوع معرضیة عرفیة للوجوب و الثبوت، و لا ریب فی أن المقام له
معرضیة عرفیة قریبة لذلک، کما ذکرنا فی إبراء المریض الطبیب عن الضمان و
غیره. و أما الثانی: فلأن الحق أولا و بالذات لنفس المجنی علیه، و حیث
انه لا یمکن استیفاؤه جعله اللّه تعالی لولیه، فإذا أسقطه باختیاره فلا
موضوع للولی. و أما الآیة المبارکة وَ لٰا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی
حَرَّمَ اللّٰهُ إِلّٰا بِالْحَقِّ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ
جَعَلْنٰا لِوَلِیِّهِ سُلْطٰاناً فَلٰا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ إِنَّهُ
کٰانَ مَنْصُوراً [4]، فی مقام إثبات أصل الولایة للولی، و لا نظر لها إلی
عدم الولایة للمولی علیه فی زمان حیاته أصلا. {82} أما العفو عن القصاص، فلما تقدم، و أما عدم البدل، فلأن الحق
[1] راجع ج: 28: صفحة: 205. [2] راجع الوسائل: باب 57 من أبواب القصاص فی النفس. [3] سورة المائدة الآیة: 45. [4] سورة المائدة الآیة: 45.