دفع الحمل و رفعه قد اعتنی اللّه تعالی بذریة آدم و نسله إلی یوم القیامة اعتناء لم یعتن مثله بشی‌ء من الموجودات فقال تعالی وَ لَقَدْ کَرَّمْنٰا بَنِی آدَمَ وَ حَمَلْنٰاهُمْ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْنٰاهُمْ مِنَ الطَّیِّبٰاتِ وَ فَضَّلْنٰاهُمْ عَلیٰ کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنٰا تَفْضِیلًا [1]، و ذکر أطوار خلقه فی الرحم فقال تعالی وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ سُلٰالَةٍ مِنْ طِینٍ ثُمَّ جَعَلْنٰاهُ نُطْفَةً فِی قَرٰارٍ مَکِینٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظٰاماً فَکَسَوْنَا الْعِظٰامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنٰاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبٰارَکَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِینَ» [2].
و قال نبینا الأعظم صلّی اللّه علیه و آله: فیما رواه المسلمون: «تزوجوا بکرا ولودا فإنی أباهی بکم الأمم یوم القیامة» [3]، فلا بد و أن لا یضیع و لا یهمل هذا خصوصا للمرأة التی هی الوعاء لهذه الموهبة العظمی الإلهیة و لها أجر الشهید فی حمل هذه الودیعة [4]، و لأجل ذلک قال نبینا الأعظم صلّی اللّه علیه و آله: «دخلت الجنة فرأیت أکثر أهلها النساء علم اللّه ضعفهن فرحمهن» [5]، فهی حاملة النسل الذی یدور علیه النظام و تقوم بها حیاة الأنام مربیة من کرّمه اللّه تعالی علی الجمیع و جعل له المحل الأعلی و المکان الرفیع، فلا بد من أن تعرف قدرها و لا تضیع ما أعطاها اللّه عز و جل من المقام المنیع من حمل النسل و الجیل من عصر سابق إلی عصر لا حق.
_____________________________
{1} سورة الإسراء: 70.
{2} سورة المؤمنون: 14.
{3} الوسائل باب: 16 من أبواب مقدمات النکاح.
{4} راجع الوسائل باب: 6 من أبواب مقدمات النکاح الحدیث: 16.
{5} راجع الوسائل باب: 86 من أبواب مقدمات النکاح.