[ (مسألة 32): إذا شرع فی الوضوء قبل دخول الوقت و فی أثنائه دخل لا إشکال فی صحته]
(مسألة 32): إذا شرع فی الوضوء قبل دخول الوقت و فی أثنائه دخل لا إشکال
فی صحته، و أنّه متصف بالوجوب باعتبار ما کان بعد الوقت من أجزائه، و
بالاستحباب بالنسبة إلی ما کان قبل الوقت {175}، فلو أراد نیّة الوجوب و
الندب نوی الأول بعد الوقت، و الثانی قبله.
[ (مسألة 33): إذا کان علیه صلاة واجبة أداء أو قضاء و لم یکن عازما علی إتیانها فعلا]
(مسألة 33): إذا کان علیه صلاة واجبة أداء أو قضاء و لم یکن عازما علی
إتیانها فعلا، فتوضّأ لقراءة القرآن، فهذا الوضوء متصف بالوجوب {176}، و إن
لم یکن الدّاعی علیه الأمر الوجوبی {177}، فلو _____________________________ {175} أما عدم الإشکال فی صحته، فلأنّ الوضوء حقیقة واحدة، لها نواقض مخصوصة منصوصة، و لیس تبادل الحالتین من إحداها نصا و إجماعا. و
تقدم أنّه مع قابلیة المحل و تحقق الشرائط من الأسباب التولیدیة لحصول
الطهارة التی تکون شرطا فی الغایات کلها، واجبها و مندوبها و مختلفها، بلا
فرق بینها أصلا. و توارد سببی الوجوب و الندب لا یوجب الاختلاف فی تلک
الحقیقة الواحدة، لوحدتها ذاتا، و أثرا فی کلتا الحالتین. و ما یقال:
إنّه من اجتماع الضدین فی الواحد، و هو ممتنع. مخدوش أولا: بأنّ الممتنع
منه ما إذا کان الاجتماع فی الواحد الحقیقی، و الوحدة فی المقام اعتباریة،
لا حقیقیة. و ثانیا: بأنّ الجهة و الملاک متعدد و لا محذور فی الاجتماع
باعتبارهما، فما نسب إلی العلامة رحمه اللّٰه من الاستئناف فی المقام لذلک
مردود. و أما صحة قصد الوجوب و الندب، فلأنّه إذا صح اجتماعهما صح
قصدهما أیضا بالاعتبارین، فلا محذور فی البین، لا فی مقام الاتصاف، و لا فی
مقام النیة و القصد. {176} بناء علی ما هو المشهور من وجوب مطلق
المقدمة. و أما لو اعتبر فیه قصد التوصل بها إلی ذیها، فلا تتصف حینئذ
بالوجوب کما أنّه لو اعتبر فیه الإیصال الخارجی لتوقف الاتصاف بالوجوب علی
ترتب ذیها علیها خارجا.