..... _____________________________ و
زوال المنافرة أیضا من موجباتها، فکیف بمورد الخوف. و لا ریب فی أنّ زوال
المنافرة و تحقق المودة بین أفراد المسلمین أهم من ترک قید أو جزء فی عمل
فرعی، لکثرة اهتمام النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و أوصیائه المعصومین
بذلک، کما لا یخفی علی من راجع حالاتهم، فهی واجبة إما مع الضرر و الخوف
للأدلة العامة و إما مع عدمهما و تحقق المودة و زوال المنافرة، فلما تقدم
من الأدلة الظاهرة فی الوجوب. و قصور بعضها من حیث السند لا یضر بالاستدلال
بعد کون المجموع من المستفیض، و لکن مع ذلک کله ففی سقوط الواقع فی التقیة
المجاملیة إشکال، إذ لا یستفاد من أدلتها أزید من الإرشاد إلی المجاملة
معهم. ثمَّ إنّ التقیة تنقسم بانقسام الأحکام الخمسة التکلیفیة: وجوبا، و
حرمة و ندبا، و کراهة، و إباحة. فالواجب: ما کان فیه خوف الضرر. و الحرام:
ما لم یتحقق فیها شرائطها. و المندوب: ما إذا أتی بالعمل الواقعی ثمَّ
أعاد العمل معهم مع عدم ترتب ضرر علی عدم الإعادة. و المکروه: ترک ذلک بناء
علی أنّ ترک المندوب مکروه. و المباح: کالتقیة معهم فی العبادات غیر
الشرعیة مع عدم ترتب عنوان آخر علیه. الثالثة: مقتضی إطلاقاتها و
عموماتها المرغبة إلیها أنّه لا یعتبر عدم المندوحة فی التقیة لورودها فی
مقام البیان و لم یشر إلیه فیها، و هو الموافق لسهولة الشریعة فی هذا الأمر
العام البلوی بین المسلمین، بل اعتبارها یوجب إلقاء المنافرة خصوصا
بالنسبة إلی العوام الذین لا یلتفتون إلی جملة من الأمور، و قد شرّعت
التقیة لزوال المنافرة. نعم، فی مکاتبة إبراهیم بن شیبة: «کتبت إلی
أبی جعفر الثانی علیه السلام: «أسأله عن الصلاة خلف من یتولّی أمیر
المؤمنین علیه السلام و هو یری المسح علی الخفین، أو خلف من یحرم المسح و
هو یمسح؟ فکتب علیه السلام: إن جامعک و إیاهم موضع لا تجد بدّا من الصلاة
معهم، فأذن لنفسک و أقم، فإن سبقک إلی القراءة فسبّح» [1]. [1] الوسائل باب: 33 من أبواب صلاة الجماعة حدیث: 2.