و إن کان علی وجه القیدیة بأن جعل کلتا الصورتین موردا للأجرة إلا أن فی الصورة الثانیة بلا أجرة {83}. _____________________________ علی
المال بأی وجه أمکن، و شرط عدم الأجرة انما یسقط الأجرة المسماة دون أجرة
المثل، فهی ثابتة بمقتضی الإقدام المعاملی الحاصل علی التحفظ علی المال و
عدم المجانیة المحضة. و فیه: إن المتفاهم عرفا من مثل هذا الشرط فی
نظائر المقام عدم شیء له أصلا لا أجرة المسمی و لا المثل ترغیبا له علی
الاهتمام بإتیان العمل المستأجر علیه، و لو فرض ثبوت أجرة المثل فهو قد
یوجب التساهل و التوانی لعلم الأجیر بأن عمله لا یذهب هدرا و إن توانی و
تساهل. الثالث: انه مخالف لما فی ذیل صحیح الحلبی من قوله علیه السّلام:
«شرط هذا جائز ما لم یحط بجمیع کراه» إذ یستفاد من مفهومه ان شرط إسقاط
جمیع الأجرة غیر جائز. و فیه: ان المتیقن منه علی فرض ثبوت المفهوم له
انما هو ما إذا رجع إلی الفرع الآتی من قول: (آجرتک بلا أجرة) بأن ینحل
العقد إلی إجارتین، إجارة علی شیء مع الأجرة و إجارة علی شیء آخر بلا
أجرة و یأتی تفصیل القول فیه. {83} عمدة الأقسام أربعة: الأول: آجرتک
بلا أجرة إن وصلتنی فی غیر الوقت المخصوص، فإن کان المقصود منها الإجارة
حدوثا و بقاء مع عدم الأجرة و الالتفات إلی أن الإجارة معاوضة خاصة، فلا
ینبغی أن یصدر هذا من العاقل، لأنه تناقض واضح و بطلانه غنی عن البیان. الثانی:
قصد الإجارة حدوثا فقط و قصد الهبة المجانیة بقاء، و هذا ممکن ثبوتا و
إثباتا إن کانت قرینة معتبرة علیه فی مقام الإثبات، و تسالما علیه، و
المفروض عدمها بحیث یعتمد علیها فی المحاورات عرفا.